ثم أسر القيصر "والريانوس"، وغزو بلاد الشأم، وقيام "أذينة" بالهجوم على الفرس، وطردهم من الأرضين التي احتلوها من الأمور الخطيرة التي وقعت في ذلك العهد، أفادت الرومان ولا شك كثيرًا، ولكنها لفتت أنظارهم في الوقت نفسه إلى الخطر الجديد الذي أخذ يتهددهم من ظهور قوة "تدمر"، وتدمر في بلاد الشأم. وقد تتزعم الحركات الوطنية المعادية للر ومان في الشرق، فتكون كارثة على "رومة". ونجد أخبار "أذينة" وأعماله خاصة بعد معركة "الرها" "صلى الله عليه وسلمdassa" في تأريخ "سوزيموس" "Zosimus"1.
ولا بد لي في هذا الموضع، وقد انتهيت من الحديث عن أذينة، من الإشارة إلى رجل كان له شأن وذكر في أيام "أذينة"، وكان أقوى شخصية في تدمر إلا وهو "ورود" "Worod" الذي ورد ذكره في عدد من الكتابات، أقدمها الكتابة المدونة بشهر نيسان من سنة "262" للميلاد وقد لقب فيها بـ "Procurator عز وجلucenarius"2. كما لقب بلقب "مرن" الذي تلقب به "أذينة" أيضًا، أي "سيدنا" و"أميرنا"، وبألقاب أخرى مثل "Cursus Honorum" و"قائد القافلة" و"شريف المستوطنة" وغير ذلك من نعوت حملها "أذينة "نفسه، مما يحملنا على الاعتقاد بأنه كان الرجل الثاني في تدمر بعد "أذينة"، ومن الغريب أن اسمه اختفى مع اسم أذينة في السنة التي قتل فيها الملك نفسها، فلم نعد نقرأه في الكتابات3.
وكان "ورود" يقوم مقام "أذينة" بأعباء الحكم عند غياب "أذينة" عن عاصمته. ويرى بعض الباحثين أن اسمه الكامل هو "يوليوس أورليوس سبتيميوس ورود" "جوليوس أورليوس سبتيميوس ورود" "Julius صلى الله عليه وسلمurelius Septimius Worod" وأنه كان من الطبقة "الأرستقراطية"، وهو من أصل فارسي روماني. وقد نال أعلى الألقاب المعروفة في أيامه، حتى ضاهت الألقاب التي لقب بها "أذينة". والظاهر أنه كان شخصًا كفؤًا حازمًا لذلك نال مركزًا لم يبلغه أحد غير "أذينة"، إذ كان الرجل الثاني في تدمر بعد الملك4.