ولقد تبين الآن أن الكتابات المدونة عند مدخل "الشق" في "البتراء"، لا صلة لها بأهل الكهف، وإنما كتبت تخليدًا لذكرى جماعة من اليونان البارزين جاءوا من "جرش" فوافاهم أجلهم بـ "البتراء"، ماتوا قبل "أصحاب الكهف" بأمد. وقد شرح تلك الكتابات "ستاركي" "Starkey"1. وذهب الباحثون في "دائرة الآثار في المملكة الأردنية الهاشمية" إلى أن كهف "أهل الكهف"، هو "كهف الرجيب"، وهو على مقربة من قرية صغيرة تدعى "الرجيب"، وجدت بداخله مدافن يرجع عهدها إلى زمان القيصر "ثيودوسيوس الثاني" "Theodosius II" "408-450م"، الذي في زمانه كان بعث أهل الكهف. وذهبوا إلى أن اسم هذا الموضع في القديم هو "الرقيم"، تحول إلى "الرجيب" فيما بعد. وأيد هذا الرأي الأستاذ "هج نيلي" "Hugh Nilley" الذي زار الموضع ودرسه، وكتب مقالًا عنه2.

وذهب من رأى أن كهف الرجيب هو "كهف أهل الكهف"، إلى أن دخول الفتية الكهف، كان في أيام الطاغية "تراجان" "91-117م" المشهور، فاتح "الكورة العربية" ومؤسسها والآمر بإنشاء الممر الحربي المعروف باسم "طريق تراجان" وباني مدينة "أيلة" الرومانية وصاحب الملعب الروماني والآثار العديدة للمباني التي أقامها بعمان وبمدن أخرى من الأردن. وقد كان شديدًا عاتيًا قاسيًا على النصارى، عدهم خونة مرقة خارجون على الدولة والقانون لذلك أصدر أمره سنة "112م" بقتل كل نصراني لا يخلص للقيصر والدولة، فخاف منه النصارى وتكتموا، وكان من جملة من تكتم وانزوى "أصحاب الكهف"3.

ووجدت البعثة الأميركية لمدرسة الأبحاث الشرقية بالتعاون مع دائرة الآثار الأردنية في موضع "أم الرجوم" الواقع على بعد "15" كيلومترًا شمال "عمان"،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015