لم ينعم "اسكندر جنيوس" "اسكندر يانيوس" بعد عودته إلى القدس بأيام طيبة هادئة، فلقد جوبه بمعارضة قوية وبجماعة شديدة أخذت تعارض سياسته وتقاومه، ودبت الفتنة في كل مكان من مملكته وبلغ من حقد الجماعة عليه أنها استدعت "ديمتريوس أويكروس" "عز وجلemetrius صلى الله عليه وسلمukarus III" المعروف بالثالث من بقايا حكام مملكة السلوقيين السوريين المتداعية ونصبته ملكًا عليها وحاكمًا1.

وهكذا نجد الشعب اليهودي الذي استعاد استقلاله يعود إلى طبيعته الأولى، فينقسم على نفسه، ويشعل نار حرب أهلية في مملكته، ويفضل حكم الغرباء على حكم أبنائه. ولما وجد الملك المكابي مركزه حرجًا وخصمه قويًّا وأنه قد يتغلب عليه، وأن له في الجنوب خصمًا آخر طموحًا أقوى من خصمه "ديمتريوس" وأعنف، رأى التودد إلى العرب والتحبب إليهم، فنزل لهم عن "موآب" و" جلعاد" وعن أماكن أخرى كان يخشى من احتمال انضمامها إلى خصومه، وقدمها إلى ملك النبط وتساهل في أمور أخرى ليأمن على ما تبقى من مملكته على الأقل2.

وأما "ديمتريوس" الذي ترك "يهوذا" "Jubaea" وارتحل عنها، فقد ذهب إلى "حلب" "رضي الله عنهoroea"، وانتصر على أخيه "فيليب" "Philip"3. غير أن "ستراتو" "Strato" حليف "فيليب" وأحد حكامه، أسرع فاستنجد في "Zizus" بسادات القبائل العربية وبالفرث "Parthians"، فأنجدوه وساروا بقوات كبيرة على "ديمتريوس" فانتصروا عليه4.

وحكم بعد "عبادة الأول" ملك اسمه "رب ال" "Rabb'il" = "Rabilus". يظهر أن حكمه كان حوالي السنة "87" أو "86" قبل الميلاد. ويعرف عند المؤرخين بـ "رب ايل الأول" تمييزًا له عن عدد من الملوك حكموا بعده عرفوا باسم "رب ايل"5. وقد عثر على كتابة وسمت بـ "CIS II, 349"6، مؤرخة في شهر "كسلو" وشهر "شمادا" "Schemada" في قراءة7 و" شمارة"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015