ثم سقط الحصن، وانهزم الفرس, وأمر خالد بعقة وكان خفير القوم، فضربت عنقه ثم دعا بعمرو بن الصعق، فضرب عنقه، وانتهى أمر عين التمر1.

وحاول الفرس جمع صفوفهم ثانية، للوقوف أمام خالد واسترداد ما أُخذ منهم. وكان خالد أقام بدومة الجندل، فظن الأعاجم به، وكاتبهم عرب الجزيرة غضبًا لعقة، فخرج "زرمهر" من بغداد ومعه "روزبة"، يريدان الأنبار، واتعدا حصيدًا والخنافس، وانتظرا من كاتبهما من ربيعة، غير أن المسلمين هاجموا الساسانيين بحصيد، فقتل "زرمهر" وقتل "روزبة" وفر من كان معهما إلى "الخنافس" فلما أحس "المهبوذان" بقدوم المسلمين إلى المكان، هرب ومن معه إلى "المُصيخ" وبه الهذيل بن عمران، وخرج "خالد" من "العين" قاصدًا للمصيخ، فأغار على الهذيل ومن معه ومن أوى إليه، فقتلوهم، وأفلت الهذيل في أناس قليل2.

وأخذ "ربيعة بن بجير التغلبي" يجمع الجموع لمحاربة المسلمين غضبًا لعقة، وواعد الفرس والهذيل، فباغت خالد جموع "ربيعة" بالثني، فانتصر عليها وأسر ابنةً له، ثم باغت موضع "الزميل" وكان "الهذيل" قد أوى إليه، ثم باغت موضع "البشر"، وكانت تغلب به، فقتل منهم عددًا كبيرًا، ثم تحرك من البشر إلى "الرُّضاب"، وبها "هلال بن عقة"، فارفضَّ عنه أصحابه حين سمعوا بدنو خالد منه, وانقشع عنها هلال3.

ثم قصد خالد "الفراض"، والفراض: تخوم الشأم والعراق والجزيرة، فاغتاظت الروم وحميت، واستعانوا بمن يليهم من مسالح أهل فارس، وقد حموا واغتاظوا واستمدوا تغلب وإياد والنمر، فأمدوهم، ثم عبروا الفرات إلى الجانب الآخر حيث كان جيش خالد فهُزموا، وانتصر المسلمون4.

وكانت صفوف الساسانيين متضعضعة، والخصومات بينهم شديدة فتهاوى ملكهم، وسقطت "طيسفون" عاصمتهم، ثم تهاوت مدنهم في إيران، وزالت الحكومة من الوجود على نحو ما سنراه فيما بعد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015