على حاميات "المسالح" وعلى الأعراب عند الحاجة. ومن هذه المواضع: "الأنبار" و"عكبرا", وقد وضعت كلها تحت حماية عسكرية قوية. كذلك عهد إلى "آل نصر" مهمة حماية الحدود, بضبط العشائر والسيطرة عليها, بأن جعلهم يقومون بدور الشرطة المسئولة عن حماية الحدود1.
ولا أستبعد احتمال تقليد "سابور" للرومان في خططهم العسكرية التي كانوا وضعوها لحماية حدودهم في بلاد الشأم وفي إفريقية من غزو القبائل. فقد كانوا قد حموا حدودهم بسلسلة من التحصينات ضمت Castella ورضي الله عنهurgi وCentenaria، وخطوطًا دفاعية حصينة أقيمت في مؤخرة التحصينات الأمامية عرفت بـFossatum. و"المسالح" التي أقامها الفرس أمام "الخندق" أو أمام الخطوط الدفاعية المحصنة هي محاكاة لخطط الرومان, وتقابل ما يقال له Limitanei في اللاتينية2.
ولما تحرش "سابور" سنة "337م" بحدود الروم, كلف العرب الهجوم على حدودهم أيضا وغزوها3. والظاهر أن هؤلاء العرب كانوا من العرب المحالفين له، ولعلهم عرب الحيرة. وقد وقع هذا الغزو في أيام "قسطنطين" Constantine ملك الروم.
ونجد في الروايات الأعجمية تأييدًا للرواية العربية القائلة باسترضاء "سابور" للعرب؛ للاستفادة منهم في محاربة الروم وفي الوقوف أمامهم. إذ ورد في الأخبار اليهودية أنه أثناء الحروب الفارسية الرومية الطويلة التي امتدت من سنة "338" حتى سنة "363" للميلاد، استدعى "سابور" قبائل عربية عديدة, وأسكنها في مواضع متعددة من العراق؛ وذلك لتساعده في حربه مع الروم4.
وفي رواية في تأريخ الطبري: أن "لليانوس" ملك الروم حارب "سابور"، فضم إلى جيشه من كان في مملكته من العرب، أي: عرب الروم، "وانتهزت