سماها أردشير"1. ويفهم من هذه الرواية الفارسية التي لا تخلو من الخيال أن أردشير كان قد استولى على البحرين. وقد ورد أن "أردشير" كان قد أنشأ عدة موانئ على الأنهار وعلى البحار2، بعد أن قضى على مقاومة القبائل العربية النازلة في المناطق الجنوبية من إيران، وعندئذٍ صار من الميسور له ركوب البحر والاستيلاء على البحرين وعلى الأرضين العربية الأخرى من جزيرة العرب. ولهذا نص بعض الكتبة "الكلاسيك" على أن ساحل عمان Oman كان تابعًا للفرس يومئذ، أي: لحكم "أردشير"3.
وذكر الطبري أن "أردشير" بنى بالبحرين مدينة سماها "فنياذ أردشير" وقال: إنها مدينة "الخط"4.
ويفهم من تأريخ "الطبري" أن "عمرو بن عدي"، وهو أول ملك من ملوك الحيرة، كان "مستبدًّا بأمره، يغزو المغازي، ويصيب الغنائم، وتفد عليه الوفود دهره الأول، لا يدين لملوك الطوائف بالعراق، ولا يدينون له، حتى قدم أردشير بن بابك في أهل فارس"5، ولم يشرح "الطبري" صلته بـ"أردشير". ولكن الذي يتعمق في دراسة معنى هذه العبارة يخرج منها بأن أردشير فرض سلطانه عليه، وأنه أطاعه، فلم يعد يغزو المغازي، ويصيب الغنائم كما كان يفعل أيام ملوك الطوائف.
أما "سابور الأول" "241-272م"6، وهو ابن الملك "أردشير" مؤسس الدولة الساسانية، فقد ذكر أنه تلقن درسا مهما في السلوك من "أذينة" ملك تدمر، إذ يقولون: إنه لما تمكن من القيصر "فالريان" "فالريانوس"7 Valerian وأسره وانتصر على جيشه انتصارًا كبيرًا، تملكه الغرور والعجب،