كانت من القبائل المعروفة في الجزيرة وفي بادية الشأم في القرن الأول قبل الميلاد فما بعده، ويدل اسمها على أنها من القبائل العربية المتنقلة التي انتشرت بطونها في منطقة واسعة في ذلك العهد1.
هذا ما عرفه أهل الأخبار عن الحضر وعن أهل الحضر, فهم على رأيهم من عرب قضاعة نزلوا هذه المواضع في زمن لم يحددوه، وأقاموا هناك.
ولا أظن أن ما أورده "ابن الكلبي" عن الحضر قد جاء به من عنده، فلا بد أن يكون قد أخذه من موارد فارسية أو إرمية، وأغلب ظني أنه أخذ ذلك عن أهل الحيرة، وقد كان لرجال الدين فيها من النصارى علم بالتواريخ، أخذوا علمهم هذا من موارد متعددة، وعنهم نقل ما أورده عن الحضر.
وأما مملكة "الرها" صلى الله عليه وسلمdessa، وتعرف بـ"أورفة" "أُرفة" أيضا، فإن معارفنا عنها من ناحية صلتها بالعرب لا تزال ضئيلة، وهي من مدن الجزيرة العليا. وقد أزهرت قبل الميلاد، وظهرت مثل جملة مدن في هذه المنطقة، منها: "بتنى"، ونصيبين، و"سنكارا" Singara أي: "سنجار"2.
وقد أدخل "بلينيوس" "الرها" صلى الله عليه وسلمdessa وCallirhoe = Carrhoe في جملة مدن "العربية"3, ويقال للرها "أورهة" Orhai = Orrhoe في السريانية, وهي من "ديار مضر" المعروفة باسم Osrhoene = Orrhoene قديمًا4, وهي Orroei في تأريخ "بلينيوس"5, ومن جملة الأرضين الداخلة في العربية6، ومن المدن التي جدد بناءها "سلوقيوس الأول"7 Seleuces. وعرفت أيضا باسم "أنطوخية"، نسبة إلى "أنطيوخس" صلى الله عليه وسلمntiochus الرابع8.