واحتقار الدنيا وازدرائها، وهو طابع أغلب الشعر المنسوب إلى الشاعر البائس.
والساطرون، هو "سنطروق" في كتابات الحضر، حرّف فصار الساطرون عند أهل الأخبار1. وهو لفظ إيراني الأصل, انتقل من اللسان الإيراني إلى لغة بني إرم فصار "سنطروق"، وصير "سنتروسس" في اللغة الإغريقية. وقد عرف بهذا الاسم أحد الملوك الفرث "الأشكانيين" "سنة 76 أو 75 حتى 70 أو 69ق. م."2.
وإذا أخذنا برواية "الطبري" من أن "الساطرون" كان من الجرامقة، فمعنى ذلك أنه كان من "بني إرم"، أي: من الآراميين, وهم سكان "جرمقايا" "جرمقاية" الواقعة شرق دجلة جنوب "الزاب" الصغير، وقد عُرفوا بالجرامقة نسبة إلى هذه الأرض3. وإذا أخذنا بروايته أيضا من أن الساطرون كان يعرف بالضيزن، وأن "الضيزن" هو من أهل "باجرمي"4، فإن في الرواية الثانية تأييدًا للرواية الأولى من أن الساطرون كان من بني إرم، ولم يكن من العرب5.
غير أن "ابن الكلبي" يقول: إنه من العرب وإنه من قضاعة من جهة الأب، وإنه من "تزيد" من جهة الأم، وإنه ملك أرض الجزيرة، وإن ملكه بلغ الشأم، وكان معه من "بني عبيد بن الأجرام" وقبائل قضاعة, وإنه انتهز فرصة غياب "سابور بن أردشير" إلى ناحية خراسان، وتطرف في بعض ناحية السواد، فلما قدم "سابور" من غيبته أخبر بما كان منه، فشخص إليه حتى أناخ على حصنه أربع سنين في رواية "ابن الكلبي"، وحولين كما جاء في شعر "الأعشى"6.
وقد أنكر "نولدكة" رواية "ابن الكلبي" بشأن حصار "سابور" للحضر, وقد كانت الحضر قد فتحت في عهد "أردشير" الأول، وذلك قبل وفاته في