مدينة كبيرة ذات شأن، سكنتها جاليات أجنبية أيضا، أنجزت, وتولت الوساطة في البيع والشراء، ونقل تجارة آسية إلى تجار أوروبا، وتجارة أوروبا وحاصلاتها إلى تجار آسية1.

وقد قوَّت الكتابات الإرمية التي عثر عليها في "الحضر" سنة "1951م" رأي "هرتسفلد"، القائل بأن الذين أسسوا هذه المدينة هم قبائل عربية؛ وذلك لورود أسماء عربية فيها مع أسماء إيرانية وإرمية. وقد وجد أن نسبة الأسماء العربية تزيد على نسبة الأسماء العربية في كتابات مدينة "تدمر"، وهي مكتوبة بلغة "بني إرم" كذلك، وهذا مما يدل على وجود جالية عربية قوية في الحضر2. ولكن ذلك لا يعني في الزمن الحاضر أن غالب السكان كانوا عربًا.

وقد نُعت رئيس معبد الحضر الكبير بـ"سادن العرب"، على غرار تلقيب ملوك الحضر أنفسهم بـ"ملوك العرب"3. واسم هذا السادن، هو "أفرهط"، وقد قال عن نفسه: "رب ي تا دي عرب"، أي: "أفرهط سادن العرب"، وذكر مترجم النص أن المألوف في كتابات الحضر أنها لا تنسب الكاهن إلى عبدة الإله أي: المتعبدين، ولكن تنسبهم إلى الآلهة، بأن يكتب "سادن الإله ... "، لا "سادن عبدة الإله ... "، كما هو في هذا النص، ويرى مترجمه أن "أفرهط" قد خالف المألوف، وخالف عادة القوم، تقليدًا لما فعله الملك "سنطروق" ملك الحضر من تلقيب نفسه بـ"ملك العرب"4 "ملك الأعراب".

وقد عثرت مديرية الآثار العامة في العراق على نص وسمته بـ"79" من النصوص التي عثر عليها في الحضر، جاء فيه اسم المدينة "الحضر" لأول مرة، فلم يسبق ورود هذا الاسم في نصوص سابقة. وقد ورد على هذا الشكل: "حطرا"، على نحو ما ينطق به في لغة "بني إرم"5، كما وردت فيه جملة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015