وقد ذكر "ابن كثير" في تفسيره، أنه كان مشركًا1.

وبهذه القصة والطريقة صيَّر أهل الأخبار ابتداء ملك "ذي نواس".

وذكر "ابن هشام" أن ذا نواس كان آخر ملوك حمير، وذكر آخرون أن ذا جدن وهو ابن ذي نواس, قد خلف أباه على حمير2. وفي رواية أخرى أن ملك حمير لما انقرض وتفرق في الأذواء من ولد زيد الجمهور، قام ذو يزن بالملك، واسمه علي بن زيد بن الحارث بن زيد الجمهور، أو علي بن الحارث بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد الجمهور، فثار عليه الحبشة وعليهم أرياط، ولقيهم فيمن معه، فانهزم واعترض البحر فأقحم فرسه وغرق، فهلك بعدُ ذو نواس وولي ابنه مرثد بن ذي يزن مكانه، وهو الذي استجاشه امرؤ القيس على بني أسد.

وكان من عقب ذي يزن أيضًا، علقمة ذو قيفال بن شراحبيل بن ذي يزن ملك مدينة "الهون"، فقتله أهلها من همدان3.

ولم يصل إلينا شيء من هذا القصص الذي رواه الأخباريون عن ذي نواس, مكتوب بالمسند, ولم يرد اسمه في أي نص من نصوصه حتى الآن.

وزعم المؤرخ "ابن العبري" رضي الله عنهarhebraeus، أن "ذا نواس" واسمه "يوسف"، وكان من أهل الحيرة في الأصل، وكانت أمه يهودية من أهل "نصيبين" Nisibis وقعت في الأسر، فتزوجها والد "يوسف" فأولده منها4, ومعنى هذا أنه لم يكن يمانيًّا، بل يهوديًّا وفد على اليمن من الحيرة. وقد لاحظ بعض المستشرقين أن اسم "يوسف ذي نواس"، ليس على شكل وطراز أسماء وألقاب ملوك اليمن، وهذا ما دعاهم إلى التفكير في احتمال وجود شيء من الصحة في رواية "ابن العبري"، لا سيما وأن يهود اليمن ويثرب وخيبر كانوا من المؤيدين للساسانيين ومن المناصرين لهم5.

وقد اختلف الأخباريون في مدة حكمه؛ فقال بعضهم: إنه ملك ثمانيًا وثلاثين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015