أسعد" وابنه الأول "حسان يهأمن" على "وادي مأسل" في أرض "معد", وقد ساهم بها معه جمع من "كندة"1. ونجد لقبيلة "كندة" ذكر في الكتابات التي يعود عهدها إلى ما بعد الميلاد.
وذهب "كروهمن" إلى أن ورود اسم "أبي كرب أسعد" في النص: Jamme 856 -وهو من النصوص السبئية المتأخرة- يجعل أيامه في السنين الثمانين فما بعد, من القرن الخامس للميلاد2. وقد قدّر أيام حكمه بحوالي السنة "400" بعد الميلاد3.
ويظهر أن حكم الملك "أبي كرب أسعد" كان حكمًا طويلًا، وأن عمره كان عمرًا طويلًا أيضًا؛ وذلك لأنه كان ملكًا إلى ما بعد السنة "430" بعد الميلاد، وإذ قد ذكر ملكًا مع والده في النص المؤرخ بسنة "378ب. م." أو "384ب. م."، فيكون مجموع حكمه قد بلغ زهاء خمسين سنة أو أكثر من ذلك بقليل. ولو فرضنا أنه كان في حوالي العشرين من عمره يوم ذكر مع أبيه في النص، فيكون عمره إذن يوم وفاته حوالي السبعين، أو بعد ذلك بسنين4.
لقد استطاع "أبو كرب أسعد" توسيع ملكه، حتى بلغ البحر الأحمر والمحيط الهندي والأقسام الجنوبية من نجد، وربما كان قد استولى على جزء كبير من الحجاز. وفي روايات أهل الأخبار عن فتوحاته وعن غزواته أساس من الصحة، وإن دخل فيها عنصر المبالغة والقصص. ولا بد أن يكون هذا الملك ذا شخصية قوية وكفاءة مكنته من القيام بتلك الفتوحات والتغلب على القبائل، حتى تركت أعماله أثرًا بقي يتنقل بين الأجيال، ويتطور بمروره على الأفواه حتى وصل إلينا على الشكل الذي نقرؤه في كتب أهل الأخبار.
وقد ذكر "الطبري" أن "أسعد أبا كرب بن ملكيكرب"، ونعته بـ"تبع" كان قد قدم بجيوشه الأنبار، وأسكن من قومه الأنبار والحيرة، ثم رجع إلى