Jamme 665. وهو نص مهم جدًّا، فيه أخبار حروب وأنباء عن الأعراب، أي: أهل الوبر في العربية الجنوبية، وعن الأدوار التي كانوا يقومون بها من النواحي السياسية والحربية والاجتماعية, كما أن فيه أخبارًا عن التنظيمات الإدارية إذ ذاك. وصاحب النص موظف كبير من موظفي الدولة اسمه: "سعد تالب يتلف بن جدنم"، أو من "آل جدنم"، أي "جدن", وكان بدرجة "كبر"، أي "كبير" على أعراب ملك سبأ "كبر أعرب ملك سبأ" وعلى "كدة" أي كندة وعلى "مذحجم"، أي "مذحج"، وعلى "حرمم" "حرم" "حرام"، وعلى "بهلم" أي "باهلم" "باهلة" وعلى "زيد ال" "زيد إيل"، وعلى كل أعراب سبأ "وكل أعرب سبأ"، وأعراب حمير وأعراب حضرموت وأعراب "يمنت"، أي اليمن1. وقد دونه لمناسبة تخليده ذكرى حروب قام بها في أرض حضرموت وفي مواضع أخرى، كلفه القيام بها سيده الملك "ياسر يهنعم" وابنه "ذرأ أمر أيمن".
وقد أُمِرَ ذلك الكبيرُ بالذهاب إلى حضرموت، فذهب إليها ومعه محاربون من أعراب ملك سبأ ومن كندة "كدة"، وانضم إليه سادات "أبعل" "نشقم" "نشق" و"نشن" "نشان". ولما وصل مدينة "عبرن" "عبران" اصطدم بمحاربيها، وجرت معارك بين الطرفين. وتقع "عبرن" غرب "وادي العبر" ويقال لها "حصن العبر"، وهي مدينة ذات آبار2. وقد اشترك في المعركة محاربون: ركبان "ركبم" وفرسان "أفرسم" ومشاة. ويقصد بـ"ركبم" المحاربون الذين كانوا يركبون الجمال ويقاتلون عليها، وبـ"أفرسم" المحاربون الفرسان، أي: الذين يحاربون وهم على ظهور الجياد. وقد ذكر أن عدد المحاربين الراكبين كان "750" محاربا راكبا، وأن عدد الفرسان كان سبعين فارسا. وقد اصطدمت إحدى المفارز التي كانت مقدمة للجيش "مقدمتن"، بمفرزة أرسلها ملك حضرموت لمباغتة محاربي "نشق" و"نشان" و"مأرب"، وأخذهم على غرة لإيقاعهم في الأمر3.