ويذكر "شرح ودم" "شرحودم" "شرح ودّ"، و"رشدم" "رشيدم" "راشد" "رشيد"، وهو بدرجة "وزع" "وازع"، أي: سيد قبيلة "ماذن" "مأذن"، أنهما قدما صنمًا إلى الإله "المقه ثهوان"؛ لأنه أوحى إلى قلبهما بأنه سيمنحه ولدًا "رشدم" ولذا يسميه "ودًّا" وذلك من زوجته "أثتهر" "حلحلك", وأنه سيعطيه مولودًا غلامًا "غلمم"، عليه أن يسميه "مرس عم" "مرسعم"1، وأنه سيرزق عبده "شرح ودم" ولدًا ذكورًا، وأنه سيمنحهما غلة وافرة وحصادا جيدا، وأنه سيرفع من مكانتهما عند سيدهما الملك، وسيبارك في زرعهما وفي زرع قبيلتهما، وذلك في موسمي الصيف والخريف2.
وفي النصف الثاني من سني حكمه، تلقب "شمر يهرعش الثالث"، أي "شمر يهرعش" الذي نبحث فيه الآن بلقب "ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت"3. وتدل هذه الإضافة الجديدة إلى اللقب، على استيلاء "شمر يهرعش" على حضرموت، أو على جزء كبير منها4. أما "يمنت" فيرى "فون وزمن" أن المراد بها الأرضون التي تكون القسم الجنوبي من مملكة "حضرموت", ويستدل على رأيه هذا بوجود عاصمتين لحضرموت، هما: "شبوة" و"ميفعة"، مما يدل على انقسام المملكة إلى قسمين: قسم شمالي يدعى حضرموت، وقسم جنوبي يعرف بـ"يمنت" "يمنات" اليمن5.
ويقع النصف الثاني من حكم "شمر يهرعش" في رأي "فون وزمن"، ما بين "285ب. م." أو "291ب. م." أو "310ب. م." أو "316ب. م." ومعنى هذا في رأيه أن "شمر" كان يعاصر "امرأ القيس بن عمرو" المذكور في نص النمارة, المتوفى سنة "328م" والذي حارب وأخضع قبائل عديدة، منها: مذحج ومعد وأسد "أسدين" ونزار "نزرو"، ووصل إلى "نجران" عاصمة "شمر"6. وقد يعني ذلك أن حروبًا نشبت بين الملكين.