بنائها "ماجلهمو" "مأجل" صهريجين يخزنان فيهما المياه لإسقاء أرضين لهما مغروسة بالكروم، وكان ذلك في أيام سيديهما "ياسر يهنعم" وابنه "شمر يهرعش" ملكي "سبأ وذي ريدان"1, ولهذه المناسبة تيمنا بذكر اسمي الملكين.

وقد قدر "فلبي" مبدأ تقويم "نبط إيل" بسنة "40ق. م."، فإذا أخذنا بهذا التقدير، يكون هذا النص قد دون حوالي سنة "276ب. م."2.

وأود أن ألفت نظر القارئ إلى أن أحد النصين قد أرخ بـ"سني نبط" "نبط ال" "نبط إيل"، وأن النص الآخر قد أرخ بسني "مبحض بن أبحض"، كما عثر على نصين آخرين أرخا بسني "مبحض بن أبحض".

وقد ذهب العلماء إلى أن الناس كانوا يؤرخون في ذلك الزمان وفق تقويمين، أي: تأريخين, مبدأ أحدهما تقويم "نبط" "نبط إيل"، ومبدأ ثانيهما تقويم "مبحض بن أبحض", والفرق بين التقويمين خمسون سنة، أو خمس وسبعون سنة. وقد بقي الناس يؤرخون بهذين التقويمين أمدًا، ثم مالوا إلى التوريخ بتقويم واحد، إلى أن أهمل أحدهما إهمالًا تامًّا. ويرى "بيستن" أن التقويم الذي أهمل وترك، هو تقويم "نبط" نبط إيل"، وأن الذي بقي مستعملًا هو تقويم "مبحض بن أبحض"3.

ويرى "بيستن" أن الكتابات السبئية المتأخرة، قد أرخت وفق تقويم "مبحض بن أبحض"، وإن لم تشر إلى الاسم؛ إذ أسقطته من الكتابات.

أما مبدأ هذا التقويم، فيقع فيما بين سنة "118" و"110ق. م.", غير أن الناس لم يؤرخوا به عمليًّا وفي الكتابات إلا في القرن الثالث بعد الميلاد. أما فيما قبل القرن الثالث للميلاد، فقد كانوا يؤرخون على عادتهم بتقاويم محلية مختلفة4.

ويرى "ريكمنس" أن التواريخ التي أرخت بها النصوص المؤرخة في عهد "ياسر يهنعم" وفي عهد ابنه "شمر يهرعش" تختلف عن التقويم السبئي المألوف الذي يبدأ -على رأيه- بسنة "109ق. م." وهي لذلك لا يمكن أن تثبت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015