بعضًا، وإلى التدخل في شئون الحكومات, وصار لهم نفوذهم في الأمور السياسية والعسكرية في العربية الجنوبية، واضطرت حكومات هذه الأرضين على أن تحسب لهم حسابًا، كما استخدموا الأعراب في قتالهم مع الحكومات الأخرى المنافسة لها، وفي محاربة الأقيال والأذواء1.

ثم جعل "فون وزمن" اسم "ياسر يهنعم الأول" من بعده، وقد حكم معه ابنه "شمر يهرعش" الذي لقبه بالثاني؛ تمييزًا له عن "شمر" المتقدم. وفي عهدهما احتل الحميريون "مأرب"، وصارت "سبأ" تابعة لهم, وكان ذلك في حوالي السنة "200" للميلاد2. وكان يعاصرهما "عذبة" نجاشي الحبشة في هذا الوقت3.

ويرى "فون وزمن" أن الكتابات العربية الجنوبية انقطعت فجأة بعد هذه الكتابة المتقدمة عن ذكر ملوك "همدان"، فلم تعد تذكر شيئًا عنهم، ويعزو سبب ذلك إلى الأوبئة التي اجتاحت البلاد, وإلى تألق نجم الأسرة الحميرية الحاكمة التي تمكنت على ما يظهر من الاستيلاء على عاصمة سبأ "مأرب" وعلى نجاد سبأ, وإلى انفراد سادة "مضحي" "مضحيم" "مضحم"، وقد تكون استولت على ردمان كذلك.

وفي هذه الظروف حكم "ياسر يهنعم" الذي لقبه "فون وزمن" بالأول مع ابنه "شمر يهرعش" الذي لقبه بـ"الثاني" الذي اشترك معه بالحكم ثم انفرد به وحده فحكم في "ظفار" وفي "مأرب"4.

ثم نصب "فون وزمن" شخصًا دعاه "كرب إيل ذو ريدان" بعد "شمر يهرعش الثاني" وجعله معاصرًا للنجاشي "زوسكالس" Zoskales، وجعل حكمه في حوالي السنة "210" بعد الميلاد5, وهو شخص لا نعرف اسمه الملكي الكامل. ويرى "فون وزمن" أنه هو المقصود في الكتابات Jamme 578, 586, 589، وهي كتابات دونها خصومه, ويظهر من إحدى الكتابات أن جيوش خصميه "الشرح" و"يأزل" بلغت "سرعن" في "ردمان" و"قرننهن" "القرنين"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015