الأول الذي جعل ابتداء زمان حكمه سنة "80" للميلاد, وهو من "مرثد" من "بكيل"، والذي كان يحكم "شبام أقين" "شبام أقيان". وقد أشار إلى وجود ملك آخر اسمه "الشرح يحضب" ميزه عن الأول بإعطائه لقب "الثاني", وقد جعل زمان حكمه سنة "200" أو "206" للميلاد1.
وقد يذهب الظن إلى أن الملكين المذكورين هما في الواقع "سعد شمسم أسرع" وابنه "مرثدم يهحمد", اللذان كانا من "جرت" جرة، وكانا قيلين على قبيلة "ذمرى"، كما نُصَّ على ذلك في الكتابات Jamme 568 وJamme 606 و Jamme 607 وJamme 753. وكانا في خدمة "الشرح يحضب" وفي خدمة ابنه "وترم"؛ لأن اسمي الملكين واسمي القيلين أسماء واحدة، ولأن زمانهما وزمان الملكين زمان واحد، إلا أن هذا الظن يصطدم بكون القيلين من "جرت" "آل جرة"، وبكون الملكين من نسل "الشرح يحضب"، كما يفهم ذلك من كلمة "بني"، أي: ابني بالتثنية الواردة بعد اسمها ولقبهما وقبل اسم "الشرح"، ولم يكن الملك من أسرة "جرت" "جرة"2.
وجملة "سعد شمسم أسرع وبنهو مرثدم يهحمد ملكي سبأ وذ ريدن بني الشرح يحضب ملك سبأ وذ ريدن", ومعناها: "سعد شمس أسرع وابنه مرثد يهحمد ملكا سبأ وذي ريدان، ابنا الشرح يحضب، ملك سبأ وذي ريدان"، الواردة في النص3 Jamme 629، جملة مثيرة في الواقع تثير التساؤل عن المراد من لفظة "بني" المذكورة فيها، فلو فسرناها بمعنى "ابني" أي: ولدي "الشرح" اصطدمنا بحقيقة أن "مرثدم يهحمد"، لم يكن ابنًا للملك "الشرح" وإنما كان حفيدًا له، والحفيد غير الابن في اللغة وفي التعبير؛ ولذلك صار هذا التفسير غير منسجم مع واقع الحال.
أما لو فرضنا أن البنوة المقصودة، هي بنوة تبنٍّ، أي: إن "سعد شمس أسرع" لم يكن ابنًا من صلب "الشرح يحضب"، بل كان ابنًا بالتبني جُوبهنا بمعضلة أخرى، هي أن "سعد شمس أسرع" لم يكن في عمر يُتَبَنَّى فيه في العادة، ثم إن ابنه نفسه كان قيلًا أي: في عمر لا بد أن يكون قد جاوز