النصوص في دعواهم ببقائه على قيد الحياة، وبمشاركته ابن أخيه في الحكم، وأما غيرهم فقد تعمدوا إلى حجج وأعذار في تفسير ما ورد في النصوص، في جملتها أن ذكر اسمه لا يدل على بقائه حيًّا حتى ذلك الزمن، وأن ذكره في الكتابات معناه الإشارة إلى عم الملك، وقد كان ملكًا، وأن "نشأكرب" إنما ذكره ليبين للناس أنه سيسير على سنة أبيه وعمه في مقاومة أعدائه بتجريد الحملات عليهم ومحاربتهم، وأنه سيخالف بذلك سياسة شقيقه "وترم يهأمن" الذي سلك خطة التهدئة وحل المشكلات بطريقة المفاوضات والسلم. ودليلهم على ذلك ورود جملة نصوص من أيامه، فيها أخبار حروب وقتال، على حين لا نجد من أخبار القتال في أيام شقيقه غير خبر واحد ورد في نص واحد، هو النص: Jamme 601 الذي مر ذكره1. ولكن، هل نحن على علم يقين بأننا لن نعثر في المستقبل على نص ما من أيام "وترم يهأمن"، فيه نبأ عن حرب أو حروب؟ ثم من يدري بنا أنه كان مسالمًا؟ أفلا يجوز أن يكون قصر حكمه، هو الذي حال بينه وبين خوض المعارك؟ ثم ما الدليل على أن ذكر اسم "يأزل بين" في نصوص أيام "نشأكرب"، معناه اتباع سياسته وسياسة شقيقه في الحرب؟ وليس في النصوص أية إشارة ولا أي تلميح يدفعنا إلى التفكير في هذا التفسير أو التأويل.

ومن الكتابات التي دون فيها اسم "يأزل بين" بعد اسم "نشأكرب"، الكتابة: Jamme 608. وصاحبها هو الملك "نشأكرب يأمن يهرحب" نفسه2. وقد دونها حمدًا للإله "المقه ثهوان" "بعل أوام" وشكرًا له على نعمه وأفضاله، وذكر أنه قدم في هذه المناسبة صنمًا أي: تمثالًا من صريف "صرفن" فضة أو رصاص أو نحاس, زنته ألف "رضى" "رضيم"؛ ليكون تعبيرا عن شكره، وتقربه إليه3.

وتعد الكتابة: Rصلى الله عليه وسلمP. صلى الله عليه وسلمPIG. 4233 من كتابات هذا العهد، وصاحبها رجل اسمه "يصبح" وقد سقط اسم أبيه من النص. وقد ذكر فيها أنه قدم خمسة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015