قد حارب الحميريين والحضرميين، وكان أخوه إذ ذاك يشاركه في لقبه هذا1. وقد انتصر فيها على أعدائه، غير أن مثل هذه الانتصارات وفي مثل تلك الأيام وفي أرض وعرة متموجة قبلية، لا يمكن أن تكون انتصارات حاسمة تأتي بنتائج إيجابية لمدة طويلة؛ ذلك لأن المغلوبين سرعان ما يجمعون شملهم أو يتحالفون مع قبائل أخرى، فيعلنون حربًا أخرى، والحروب كما نعلم جزء من حياة القبائل.

وقد ورد اسم "الشرح يحضب" وأخيه "يأزل بين" في النص الموسوم2 بـGlaser 220، وهو نص دونه جماعة من "بني بتع"، و"بنو بتع" هم من "همدان". دونوه عند إتمامهم بناء "معبد" و"مزود"؛ تيمنًا به وتخليدًا له، وليقف الناس على زمن البناء ذكروا اسمي الملكين.

ولم يرد فيه اسم "شعرم أوتر" أو غيره من نسله مع أنهم من "بتع"، و"شعرم أوتر" من "بني بتع". وقد يكون من تعليل ذلك أن هؤلاء البتعيين كانوا من أتباع "الشرح يحضب"، وأن قسمًا من "بتع" كانوا مع "الشرح"، فلم يشيروا إلى اسم "شعرم أوتر"، وقد يكون تعليله أن "شعرم أوتر" كان قد توفي قبل "الشرح"، أو أن "الشرح" كان قد تغلب عليه، أو على من ولي الأمر بعده، ولم يعد أمامه أحدٌ ينافسه من البتعيين.

وفي الكتابات التي وسمت بـJamme 574 وJamme 575 وJamme 590 / 5، وهي كتابات عثر عليها منذ عهد غير بعيد، أخبارٌ عن معارك وحروب وقعت بين الملك "الشرح يحضب" وشقيقه "يأزل بين" من جهة، وبين الأحباش ومن كان إلى جانبهم من قبائل من جهة أخرى. يحدثنا الملكان في النص: Jamme 574 أنهما انتقما "نقمن" من الحبش ومن حلفائهم قبائل "سهرتن" "سهرة"، وذلك في معارك وقعت في مقراتهم "بمقرهمو"، أي: منازلهم وديارهم الثابتة في وادي سهام، فأنزلا بهم خسائر فادحة، ثم توجه الملك "الشرح يحضب" ومعه بعض جيشه وبعض أقياله لمحاربة "أحزب حبشت" أي: أحزاب الحبشة، ويريد بهم فلول الحبش وجيوشهم، التقى بها في وادي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015