وكان يحكم هذه الأرضين حكمًا مستقلًّا, فلما هاجمه الحبش أسرع الملك "شعر أوتر" لنجدته على نحو ما ورد في النص1.
وأما الملك "لحيعثت يرخم"، فقد ورد اسمه في نص وسمه العلماء بـRصلى الله عليه وسلمP. صلى الله عليه وسلمPIG. 2633، ولسنا نعرف من أمره اليوم شيئًا يذكر2. ويظن أنه من ملوك المقاطعات، أي: الملوك الصغار المحليين، وقد كان حكمه يتناول الأرضين الواقعة شمال أرض ظفار3.
يتبين لنا مما تقدم أن ملوك سبأ لم يكونوا ينفردون وحدهم بالحكم دائمًا، وإنما يظهر بين الحين والحين ملوك ينازعونهم الملك واللقب، يبقون أمدًا مستقلين, وقد يتغلبون على الملوك الشرعيين الأصليين ويسلبونهم الملك، كالذي فعله "الشرح يحضب" وشقيقه "يأزل بين"، إذ كانا ملكين يحكمان أرض "صرواح" ثم بسطا سلطانهما على أرضين أخرى ثم انتزعا العرش نهائيا، وصارا الملكين على مملكة "سبأ وذي ريدان"4.
لقد انتهيت من الكلام على أسرة "أوسلة رفشان"، وهي من عشيرة "بتع" من قبيلة "حاشد" أحد فرعي "هَمْدان"، وقد وجب الكلام الآن على أسرة همدانية أخرى ظهرت في هذا الزمن أو قبل ذلك بقليل، وانتزعت الملك من السبئيين وأخذته لها، وهذه الأسرة هي أسرة "نصرم يهأمن" التي سبق أن تحدثت عنها في أثناء كلامي على "ملوك سبأ". فقد كان "نصرم يهأمن" من قبيلة همدان أيضا، فنحن إذن في عصر سبئي، إلا أن الحكم فيه لم يكن في أيدي ملوك سبئيين، ولكن كان في أيدي ملوك من همدان.
أسرة "يرم أيمن":
1- أوسلت رفشان "أوسلت رفشن".