يتولى بنفسه قيادة هذه القوى، أن الملك قد وجد فيه حنكة عسكرية وجدارة جعلته يثق به؛ فكافأه بتسليمه قيادتها إليه1.

ويظهر أن غنائم السبئيين من "قريتم" "قرية"، كانت كثيرة جدًّا، إذ نجد إشارة في نصين آخرين. ففي أحدهما شكر وحمد لـ"المقه"؛ لأنه من على عبده "شحرم" "شحر" من "بني حذوت" "حذوة" و"رجلم" "رجل"، وأعطاه غنائم كثيرة من غنائم تلك المدينة، جعلته سعيدًا2, وفي النص الثاني شكر لهذا الإله كذلك، دونه "قشن أشوع" وابنه "أبكرب" "أبو كرب" وهما من "صعقن" "صعقان"؛ لأنه من عليهما فأغناهما بما غنموا من "قريتم" قرية، إذ كانا يساعدان سيدهما "شعر أوتر"؛ ولذلك قدما إليه نذرًا: تمثالًا؛ تعبيرًا عن حمدهما له، وليمن عليهما وعلى سيديهما: "شعر أوتر" وأخيه "حيو عثتر يضع" "ملكي سبأ وذي ريدان"3.

ولدينا نص وسم بـJamme 640 يتحدث عن مساعدة "شعر أوتر" "العزَّ" ملك حضرموت في القضاء على تمرد قبائل حضرموت وثورتهم عليه, ولم يذكر النص أسباب ذلك التمرد. والظاهر أنها تمردت على ملكها، لأنه تعاون مع "شعر أوتر" الذي فتح حضرموت وأخذ جيشه منها غنائم كثيرة، وأنزل بالحضارمة خسائر فادحة؛ فغضبوا عليه لتعاونه مع ملك سبأ4.

وقد جاء في هذا النص اسم مدينة دُعِيَتْ "هجرن أسورن"، أي مدينة أسورن "أسوران"، ويظن أنها مدينة "أوسرة" صلى الله عليه وسلمusra، التي ذكرها بعض الكتبة اليونان، وهي موضع "غيظت" "غيظة" التي تقع على مسافة "220" كيلومترًا جنوب غربي "ريسوت"5.

وقد ورد اسم "حيو عثتر يضع" في هذا النص، وهو شقيق الملك "شعر أوتر"، غير أنه لم يضع بعده لقب "ملك سبأ وذي ريدان"6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015