وقد ظل حكام سبأ الذين حكموا من بعدها يجرون إصلاحات، ويحدثون إضافات على سد مأرب، ويرممون ما يتصدع منه، كما يظهر ذلك من الكتابات، وقد تعرض مع ذلك للتصدع مرارًا، وكان آخر حدث مهم وقع له هو التصدع الذي حدث فيه سنة "542 ق. م." وذلك في أيام أبرهة.

ويظهر أن تصدعًا آخر وقع له بعد هذه السنة، فأتى عليه، واضطر من كان يزرع بمائه إلى ترك أرضهم، والهجرة منها إلى أٍرضين جديدة1.

ويظهر من كتابة ناقصة أن هذا المكرب أنشأ أبنية في مدينة "مأرب"، وقد أخذت عناية حكام سبأ بهذه المدينة تزداد، إلى أن صارت مقرهم الرسمي، وبذلك أخذ نجم "صرواح" في الأفول إلى أن زال وجودها.

وذكر اسم هذا المكرب في كتابة أخرى دونت عند تشييده "مذبحًا" عند باب "نومم" "نوم"، لاحتفاله بموسم الصيد المسمى باسم الإله "عثتر" "صيد عثتر"3. ولا نعرف اليوم شيئًا عن هذا الصيد الذي خصص باسم الإله "عثتر"؛ لأن الكتابة قصيرة وعباراتها غامضة، ولكن يظهر منها أن مكربي سبأ كانوا يحتفلون في مواسم معينة للصيد، وأنهم كانوا يجعلون صلة بينه وبين الآلهة، ولعلهم كانوا يفعلون ذلك تسميًا بأسماء تلك الآلهة، لتبارك لهم فيه، ولتمنحهم صيدًا وفيرًا. وقد عثر على كتابات حضرمية وغيرها، لها صلة بالاحتفالات التي كانت تقام للصيد.

وذكر في كتابة قصيرة اسم "يثع أمر بن سمه علي" فلم تعطنا شيئًا جديدًا يفيد في استخراج مادة تأريخية منها4.

وقد وضع "فلبي" اسم "ذمر علي ينف" "ذمر علي ينوف" بعد اسم المكرب السابق في قائمته لأسماء المكربين التي نشرها في مجلة:Le Museon

طور بواسطة نورين ميديا © 2015