مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ [الروم/ 48] ، قال:
الإِصَابَةُ في الخير اعتبارا بالصَّوْبِ، أي:
بالمطر، وفي الشّرّ اعتبارا بِإِصَابَةِ السّهمِ، وكلاهما يرجعان إلى أصل.
الصَّوْتُ: هو الهواء المنضغط عن قرع جسمين، وذلك ضربان: صَوْتٌ مجرّدٌ عن تنفّس بشيء كالصَّوْتِ الممتدّ، وتنفّس بِصَوْتٍ ما.
والمتنفّس ضربان: غير اختياريّ: كما يكون من الجمادات ومن الحيوانات، واختياريّ: كما يكون من الإنسان، وذلك ضربان: ضرب باليد كصَوْتِ العود وما يجري مجراه، وضرب بالفم.
والذي بالفم ضربان: نطق وغير نطق، وغير النّطق كصَوْتِ النّاي، والنّطق منه إما مفرد من الكلام، وإمّا مركّب، كأحد الأنواع من الكلام. قال تعالى: وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً
[طه/ 108] ، وقال: إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ [لقمان/ 19] ، لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ
[الحجرات/ 2] ، وتخصيص الصَّوْتِ بالنّهي لكونه أعمّ من النّطق والكلام، ويجوز أنه خصّه لأنّ المكروه رفع الصَّوْتِ فوقه، لا رفع الكلام، ورجلٌ صَيِّتٌ: شديد الصَّوْتِ، وصَائِتٌ: صائح، والصِّيتُ خُصَّ بالذّكر الحسن، وإن كان في الأصل انتشار الصَّوْتِ.
والإِنْصَاتُ: هو الاستماع إليه مع ترك الكلام.
قال تعالى: وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا [الأعراف/ 204] ، وقال: يقال للإجابة إِنْصَاتٌ، وليس ذلك بشيء، فإنّ الإجابة تكون بعد الإِنْصَاتِ، وإن استعمل فيه فذلك حثّ على الاستماع لتمكّن الإجابة.
الصَّيْحَةُ: رفع الصّوت. قال تعالى: إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً
[يس/ 29] ، يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِ
[ق/ 42] ، أي:
النّفخ في الصّور، وأصله: تشقيق الصّوت، من قولهم: انْصَاحَ الخشبُ، أو الثّوب، إذا انشقّ، فسمع منه صوت، وصِيحَ الثّوبُ إذا انشقّ، كذلك، ويقال: بأرض فلان شجر قد صَاحَ: إذا طال فتبيّن للنّاظر لطوله، ودلّ على نفسه دلالة الصَّائِحِ على نفسه بصوته، ولمّا كانت الصَّيْحَةُ قد تفزع عبّر بها عن الفزع في قوله: فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ
[الحجر/ 73] ، والصَّائِحَةُ:
صَيْحَةُ المناحة، ويقال: ما ينتظرون إلّا مثل صَيْحَةِ الحبلى (?) ، أي: شرّا يعاجلهم، والصَّيْحَانِيُّ: ضربٌ من التّمر.
الصَّيْدُ: مصدرُ صَادَ، وهو تناول ما يظفر به