كَيْلَ بَعِيرٍ [يوسف/ 65] ، نحو: ازْدَدْتُ فضلا، أي: ازداد فضلي، وهو من باب: سَفِهَ نَفْسَهُ [البقرة/ 130] ، وذلك قد يكون زيادة مذمومة كالزّيادة على الكفاية، مثل زيادة الأصابع، والزّوائد في قوائم الدّابّة، وزِيَادَةُ الكبد، وهي قطعة معلّقة بها يتصوّر أن لا حاجة إليها لكونها غير مأكولة، وقد تكون زيادة محمودة، نحو قوله: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ
[يونس/ 26] ، وروي من طرق مختلفة أنّ هذه الزّيادة النّظر إلى وجه الله (?) ، إشارة إلى إنعام وأحوال لا يمكن تصوّرها في الدّنيا.
وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ
[البقرة/ 247] ، أي: أعطاه من العلم والجسم قدرا يزيد على ما أعطى أهل زمانه، وقوله: وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً
[مريم/ 76] ، ومن الزّيادة المكروهة قوله: ما زادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً
[فاطر/ 42] ، وقوله: زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ [النحل/ 88] ، فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ [هود/ 63] ، وقوله: فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً [البقرة/ 10] ، فإنّ هذه الزّيادة هو ما بني عليه جبلّة الإنسان، أنّ من تعاطى فعلا إن خيرا وإن شرّا تقوّى فيما يتعاطاه فيزداد حالا فحالا. وقوله:
هَلْ مِنْ مَزِيدٍ
[ق/ 30] ، يجوز أن يكون ذلك استدعاء للزّيادة، ويجوز أن يكون تنبيها أنها قد امتلأت، وحصل فيها ما ذكر تعالى في قوله:
لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ [السجدة/ 13] . يقال: زدته، وزاد هو، وازْدَادَ، قال وَازْدَادُوا تِسْعاً [الكهف/ 25] ، وقال: ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً [آل عمران/ 90] ، وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ [الرعد/ 8] ، وشرّ زَائِدٌ وزَيْدٌ. قال الشاعر:
215-
وأنتمو معشر زيد على مائة ... فأجمعوا أمركم كيدا فكيدوني
(?) والزَّادُ: المدّخر الزّائد على ما يحتاج إليه في الوقت، والتَّزَوُّدُ: أخذ الزّاد، قال: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى
[البقرة/ 197] ، والْمِزْوَدُ: ما يجعل فيه الزّاد من الطّعام، والْمَزَادَةُ: ما يجعل فيه الزّاد من الماء.
الزَّوْرُ: أعلى الصّدر، وزُرْتُ فلانا: تلقّيته