وذلك كلّ جمع منضمّ بعضه إلى بعض، وحُزْتُ الشيء أَحُوزُهُ حَوْزاً، وحمى حَوْزَتَهُ، أي:
جمعه، وتَحَوَّزَتِ الحيّة وتَحَيَّزَتْ، أي: تلوّت (?) ، والأَحْوَزِيُّ: الذي جمع حوزه متشمّرا، وعبّر به عن الخفيف السّريع.
قال الله تعالى: وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ
[يوسف/ 31] أي: بعدا منه. قال أبو عبيدة: هي تنزيه واستثناء (?) ، وقال أبو عليّ الفسويّ رحمه الله (?) : حَاشَ ليس باسم، لأنّ حرف الجرّ لا يدخل على مثله، وليس بحرف لأن الحرف لا يحذف منه ما لم يكن مضعّفا، تقول: حَاشَ وحَاشَى، فمنهم من جعل حاش أصلا في بابه، وجعله من لفظة الحوش أي: الوحش، ومنه: حوشيّ الكلام.
وقيل: الحَوْشُ فحول جنّ نسبت إليها وحشة الصّيد. وأَحَشْتَهُ: إذا جئته من حواليه، لتصرفه إلى الحبالة، واحْتَوَشُوهُ وتَحَوَّشُوهُ: أتوه من جوانبه. والحَوْشُ: أن يأكل الإنسان من جانب الطعام (?) ، ومنهم من حمل ذلك مقلوبا من حشى، ومنه الحاشية وقال:
127-
وما أحاشي من الأقوام من أحد
(?) كأنه قال: لا أجعل أحدا في حشا واحد فأستثنيه من تفضيلك عليه، قال الشاعر:
128-
ولا يتحشّى الفحل إن أعرضت به ... ولا يمنع المرباع منه فصيلها
(?) يصف إنسانا بالجود، وأنه يطعم وينحر كلّ ما يعرض له من الفحل وغيره.
قال تعالى: هَلْ مِنْ مَحِيصٍ
[ق/ 36] ، وقوله تعالى: ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ [إبراهيم/