ولا تعملْ بالرياء من أجل أنك لا تراه بعينك، فإنه إن لم تكن تراه، فإنه يراك، ويرى ما في قلبك من الإخلاص والرياء، فإنه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، يعلم خائنةَ الأعين وما تخفي الصدور.

أعلم أنه لا يرى أحدٌ الله تعالى في الدنيا، ومن قال: إن أحدًا يرى الله تعالى، فقد أخطأ، فإن النبي - عليه السلام - قال: "فإنَّه لن يَرَى أحدُكم ربَّه حتَّى يموتَ"، وقال عليه السلام أيضًا: "الموتُ قبلَ لقاءِ الله تعالى"، وهذا إجماعُ أهل العلم، ومن قال بخلاف هذا، فهو جاهل، وتجوز رؤية الله تعالى في النوم.

والأصحُّ أن رسول الله - عليه السلام - رأى ليلة المعراج، وهو مخصوصٌ به عليه السلام، لم تكن لأحد قبله، ولا تكون لأحد بعده في الدنيا.

فإن قيل: لمَ لمْ يقل جبريل عليه السلام: صدقت؟

قلنا: قد جاء في كثير من الروايات أيضًا ها هنا قول جبريل - عليه السلام - للنبي: صدقت، ولعل الراوي لم يذكر ها هنا اختصارًا أو نسيانًا.

قوله: "فأخبرني عن الساعة"، (الساعة): القيامة.

الضمير في "عنها" راجع إلى الساعة، وأراد النبي - عليه السلام - بالمسؤول: نفسه، وأراد بالسائل: جبريل عليه السلام، و (ما) في "ما المسؤول" للنفي؛ يعني: لست أنا أعلم منك يا جبريل بعلم القيامة، بل العلم بوقت مجيء القيامة مختصٌّ بالله تعالى.

قوله: "فأخبرني عن أماراتها"، الأمارات: جمع أمارة، بفتح الهمزة في الواحد والجمع، وهي العلامة.

"تلد" مضارع من ولد يلِد ولادةً.

"الرب": السيد، والرب هو الله تعالى، وحيث يكون الرب بغير إضافة لا يطلق إلَّا على الله تعالى، وإطلاقُ الرب على غير الله تعالى لا يجوز إلَّا بالإضافة، يقال: رب البيت، ورب المال؛ أي: مالكه وسيده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015