عظيم القدر، فكذلك في زيارته ميتًا يقف أو يجلس منه بالبعد، وإن كان يجلس منه على القرب في حياته، فكذلك يجلس بقربه إذا زاره ميتًا.
وإذا زاره يقرأ الفاتحة، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثلاث مرات، وإن قرأها اثني عشر كان حسنًا، ثم يدعو له.
روى الحسن البصري، عن أنس بن مالك، عن النبي - عليه السلام - أنه قال: "من دخل المقابر فقرأ سورة (يس) خفِّف عنهم يومئذ، وكان له بعددِ مَن فيها حسنات".
هكذا نقل هذا الحديث الإمام أبو الفُتوح العِجْليُّ - رحمة الله عليه - في "تفسيره".
ومعنى (خفِّف عنهم): أن يزيل عنهم عذاب ذلك اليوم.
يريد (بعدد من فيها): بعددِ كلِّ ميتٍ في تلك المقابر يحصل حسنةٌ لمَن قرأ (يس).
قوله: "يغفر الله لنا ولكم": هذا يدلُّ على أنَّ مَن يدعو للحيِّ والميت؛ ليُقدِّمْ دعاء الحي على دعاء الميت، وكذلك مَن يدعو لحاضرٍ وغائب ليقدِّم دعاءَ الحاضر على دعاء الغائب، يقول: يغفر الله لك وله، وعليك وعليه السلام، وما أشبه ذلك.
° ° °