قوله: "صفيه"؛ أي: ولده، و (الصفيُّ): المختار والمحبوب.
قوله: "ثم احتسبه"؛ أي: ثم صبر عليه طلبًا لثواب الله تعالى.
روى هذا الحديث أبو هريرة.
* * *
مِنَ الحِسَان:
(من الحسان):
1232 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عَجَبًا للمؤمن!، إنْ أصابَهُ خيرٌ حَمِدَ الله وشَكَرَ، وإنْ أصابَتْهُ مصيبةٌ حَمِدَ الله وصبَرَ، فالمؤمنُ يُؤجرُ في كلِّ أمرِهِ، حتى في اللُّقمةِ يرفعُها إلى في امرأتِهِ".
قوله: "إن أصابته مصيبة حمد الله تعالى وصبر" هذا يدلُّ على أن الحمد محمودٌ عند النعمة وعند المصيبة.
وتحقيق الحمد عند المصيبة: أن المصيبة نعمةٌ أيضًا؛ لأنه يحصل له ثوابٌ عظيم، والثواب نعمةٌ خيرٌ من نعم الدنيا، فالحمد لهذا.
قوله: "يرفعها إلي في امرأته"، (في) هنا بمعنى الفم؛ يعني: يحصل للمؤمن أجرٌ في جميع أمره، حتى في وضع اللقمة في فم امرأته.
فإن قيل: كيف يؤجر في جميع أمره، بل ينبغي أن يقال: فيما هو خيرٌ من أمره؟.
قلنا: الأمر ثلاثة أنواع: خيرٌ وشرٌّ ومباحٌ، فالمراد هنا بـ (أمره): الخير والمباحُ، فالمباح ينقلب خيرًا بالنية والقصد، مثالُه: النوم مباح، فإذا قصد بالنوم زوالَ التعب والملالةِ ليقوم لصلاة الصبح عن نشاطٍ وفرحٍ، يكون نومه طاعة.
والأكل مباح، فلو قصد به قيام جسده وحصولَ القوة فيه حتى يقدر على الطاعة، يكون الأكل طاعة، وكذلك جميع المباحات.