روى هذا الحديث أبو مالك الأشعري.

* * *

1227 - وقال أنسٌ - رضي الله عنه -: مرَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بامرأةٍ تبكي عندَ قبرٍ، فقال: "اتقي الله واصْبري"، فقالت: إليكَ عَنِّي، فإنك لم تُصَبْ بمصيبَتي - ولم تعرفه - فقيلَ لها: إنه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فأتَتْ بابَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمْ تَجِدْ عندَه بَوَّابينَ، فقالت: لم أعرفْكَ، فقال: "إنما الصبرُ عند الصَّدمةِ الأُولى".

قولها: "إليك عني"؛ أي: ابعد ولا تلُمني، فإنه لم يصبك ما أصابني.

"فقيل لها: إنه النبي - صلى الله عليه وسلم -"؛ يعني: قيل لها بعد ما ذهب (?) النبي عليه السلام: إنه النبي، فندمت على ما جاوبت رسول الله عليه السلام "فأتت باب النبي - عليه السلام - لتعتذر، فلم تجد عنده بوَّابين" ليس النبي - عليه السلام - مستكبرًا ولا جبارًا، ولم ينصب على بابه بوَّابًا ولا حاجبًا، كما هو عادة الملوك.

قوله: "الصبر عند الصدمة الأولى"، (الصدم): الدق، يعني: الصبرُ المَرْضيُّ المثابُ عليه هو الصبر عند ابتداء المصيبة ولحوقِ المشقَّة، فأما الصبرُ بعد ما مضى زمانٌ مديدٌ فلا قَدْرَ له؛ لأن الصبر بعد مضيِّ مدةٍ ضروريٌّ، ولا قَدْرَ للضروري.

* * *

1228 - وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يموتُ لمسلمٍ ثلاثةٌ من الوَلَدِ فيَلِجَ النارَ إلا تَحِلَّةَ القَسَم".

قوله: "فيلج النار"؛ أي: فإن يلج النار؛ يعني: لا يدخل النار. "إلا تحلة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015