قوله: "وسطها"؛ يعني: وليقف الإمام عند وسط المرأة كأنه يستر كفنها عن القوم.
* * *
1179 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أنَّ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بقبْرٍ دُفِنَ ليلاً فقال: "متى دُفِنَ هذا؟ "، قالوا: البارحةَ، قال: "أفلا آذَنْتُمُوني؟ "، قالوا: دفنَّاه في ظُلمةِ الليلِ، فكرهْنا أن نوقِظَكَ، فقامَ فَصَفَفْنَا خلفَهُ، فصلَّى عليه.
قوله: "مر بقبر دفن ليلًا ... " إلى آخره، هذا يدل على أن الدفن في الليل جائزٌ؛ لأن النبي - عليه السلام - لم ينكر عليهم، ويدل أيضًا على أن الصلاة على القبر جائزة، وعلى أن الصلاة بالجماعة مستحبة؛ لأن القوم صلَّوا مع رسول الله - عليه السلام - على القبر.
* * *
1180 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن أسودَ كان يكونُ في المسجد يَقُمُّ المسجدَ، فماتَ فأَتى - يعني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قبرَهُ فصلَّى عليه، ثم قال: "إنَّ هذه القبورَ مَمْلُوءةٌ ظُلمةً على أهلِها، وإنَّ الله يُنَوِّرُهَا لهم بصلاتي عليهم".
قوله: "أن أسوَد: كان يكون في المسجد يقمُّ المسجد"، (أسود): اسم رجل، (يقمُّ المسجد)؛ أي: يكنسه ويطهِّره، فمات ولم يعلم النبي - عليه السلام - بموته حتى مضى أيام، قال - عليه السلام -: "أين أسود؟ ": فقالوا: مات، فقال: "دلوني على قبره" فأتى قبره، فصلى عليه.
قوله: "إن هذه القبور مملوءة ظلمة"؛ يعني: القبور ممتلئةٌ من الظلمة، وينوِّرها الصلاة عليها، والدعاء، والعمل الصالح التي تكون للميت.