1161 - وقال عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: إنَّ رجلًا كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فَوَقَصَتْهُ ناقتُهُ وهو محرمٌ فماتَ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "اغسِلُوه بماءٍ وسِدْرٍ، وكفِّنُوه في ثوبَيهِ، ولا تُمِسُّوهُ بطِيْبٍ، ولا تُخَمِّروا رأسَه، فإنه يُبعث يومَ القيامَةِ مُلَبيًا".
قوله: "فوقصته ناقته"؛ أي: أسقطته فاندقَّت عنقُه.
قوله: "في ثوبيه"؛ أي: في إزاره وردائه اللَّذَيْن كان لبسهما للإحرام.
"ولا تخمِّروا رأسه"؛ أي: ولا تستروا.
ومذهب الشافعي وأحمد: أن المُحْرِم يكفَّن بلباس إحرامه، ولا يُستر رأسه، ولا يُجعل عليه طيبٌ؛ ليَبْقَى أثر الإحرام، فإنه يُبعث يوم القيامة ويقول: لبيك اللهم لبيك؛ ليعلم الناسُ أنه مات في حال الإحرام.
ومذهب أبي حنيفة ومالك: أنه يُفعل به ما يُفعل لسائر الموتى.
* * *
مِنَ الحِسَان:
1162 - قال رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "البَسُوا من ثيابكم البَياضَ، فإنها من خير ثيابكم، وكفِّنوا فيها موتاكم، مِنْ خَيْر أكحالِكم الإثْمِد، فإنه يُنْبتُ الشَّعرَ ويَجلُو البصَرَ"، صحيح.
قوله: "ينبت الشعر"؛ أي: يَنْبُت منه أهدابُ العين، وكثرةُ الأهداب زينةٌ ومنفعة.
"ويجلو البصر"؛ أي: يزيد في نور البصر.
* * *