تعالى بقوله: {لَنْ تَرَانِي} [الأعراف: 143]، فإذا لم يَرَ موسى عليه السلام، فكيف يراه من ليس بنبي، وأما نبينا - عليه السلام -؛ فإنه رأى الله تعالى حين عرج به إلى حيث شاء الله تعالى، ورآه.
ثَمَّ في قول ابن عباس - وهو الأصح - وثم ليس من الدنيا.
وقالت عائشة رضي الله عنها: لم يَرَ رسولُ الله - عليه السلام - ربَّه.
قوله: "ليسَ ذلك"؛ يعني: ليسَتْ كراهةُ الموت كما تظنين، يا عائشة! بل المؤمنون يكرهون الموت في حالة الصِّحة وفي المرض قبل حضور ملك الموت بهم، وكراهيتهم الموت؛ لخوف شدة الموت، وليس لكراهة انتقالهم من الدنيا إلى الآخرة، بل إذا رأى المؤمنُ مَلَكَ الموتِ بُشِّرَ المؤمن في ذلك الوقت بما له عند الله من المنزلة والكرامة، فيزول حينئذ خوفه، ويشتدُّ حرصه بسرعة قَبْض روحه؛ ليصل إلى ما له عند الله من الكرامة، وأما الكافر فحاله بعكس هذا.
* * *
1137 - وقال أبو قَتادة - رضي الله عنه -: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُرَّ عليه بجنازةٍ قال: "مُستريحٌ أو مُستَراحٌ منه"، قالوا: يا رسول الله!، ما المُستريحُ وما المُستَراحُ منه؟، قال: "العبدُ المُؤمنُ يستريح من نصَبِ الدُّنيا وأَذاها إلى رحمةِ الله، والعبدُ الفاجرُ يستريحُ منه العبادُ والبلادُ والشجرُ والدَّوابُّ".
قوله: "ما المستَرِيح وما المُسترَاح منه؟ "، (المستريح): الذي وجد الرَّاحة، و (المُستراح منه): الذي خلصَ الناس من شرِّه، واستراحوا من ظلمه؛ يعني: إن كان هذا الميت صالحًا، فقد خَلَصَ من نَصَبِ الدنيا، وإن كان فاجرًا، فقد خَلَصَ الناس من شرِّه، وكذلك الدواب والأشجار والأرض خَلَصَتْ من