قوله: "أو يمشي" جاء بإثبات الياء، وتقديره: أو هو يمشي.
* * *
1117 - وسُئلت عائشةُ رضي الله عنها عن قول الله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ}، وعن قوله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}، فقالت: سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالَ: "هذه معاتَبةُ الله العبدَ بما يُصيبهُ من الحُمَّى والنَّكبةِ، حتى البضَاعَةِ يضعُها في يدِ قميصِهِ فيفقِدُها فيفزعُ لها، حتى إن العبدَ ليَخرجُ من ذنُوبهِ كما يخرجُ التِّبْرُ الأحمرُ من الكِيرِ".
قوله: " {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ} "؛ يعني: إن تُظهروا ما في قلوبكم من السوء وعملتم به.
" {أَوْ تُخْفُوهُ} "؛ يعني: أو تسرُّوه؛ يعني: ما جرى في خواطِرِكُم من قَصْدِ الذنوب.
" {يُحَاسِبْكُمْ} "؛ أي: يجازيكم به الله، ولكن جزاؤه ما يصيب الرجل من الحُزن والمرض، وغير ذلك، هذا قول عائشة.
وفي قولٍ: هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286] ودَفْعُ ما جرى في الخَاطر ليس بمقدور الإنسان.
قوله: "هذه معاتبةُ الله العبدَ"، (المعاتَبَة): جريان العِتَابِ بين صديقين، و (العتاب): أن يُظهِرَ أحد الخليلين من نفسه الغضب على خليله؛ لسوء أدبٍ ظهر منه مع أن في قلبه محبته.
يعني: ليس معنى الآية: أن يعذبَ الله المؤمنين بجميع ذنوبهم يوم القيامة، بل معناها: أنه يلحقهم بالجُوَّع والعطَّش والمرَّض والحزَّن، وغير ذلك من المكاره، حتى إذا خرجوا من الدنيا صاروا متطهرين من الذنوب؛ لأن مكاره