41 - باب الجُمُعة

(باب الجمعة)

مِنَ الصِحَاحِ:

955 - عن أبي هريرة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نحنُ الآخِرون السابقون يومَ القيامةِ بَيْدَ أنهم أُوتوا الكتابَ من قبلِنا، وأُوتيناهُ من بعدِهم، ثم هذا يومُهم الذي فُرِضَ عليهم - يعني الجمعةَ - فاختلَفوا فيه، فهدَانا الله له، والناسُ لنا فيه تَبَعٌ، اليهودُ غدًا والنَّصارى بعدَ غدٍ".

وفي روايةٍ: "نحن الآخِرون الأَوَّلون يوم القيامة، ونحن أول من يدخل الجنة".

وفي روايةٍ: "نحن الآخِرونَ مِن أهلِ الدُّنيا، والأولونَ يومَ القيامةِ المَقْضيُّ لهم قبلَ الخلائِق".

"نحن الآخرون"؛ أي: نحن آخِرُ الأنبياءِ في الدنيا، ولكن نَسْبقُهم في الآخرة.

"بَيْدَ أَنَّهم"؛ أي: غيرَ أنهم؛ يعني: نحن السابقون على الأنبياء والأممِ في الآخرة، غيرَ أن الأنبياءَ كانوا في الدُّنيا قبلَنا، وبُعِثُوا وأُوتوا الكتاب قبلَنا.

وقيل: معنى (بَيْدَ أنهم)؛ أي: معَ أنهم.

قوله: "هذا يومُهم الذي فُرِضَ عليهم"؛ يعني فَرَضَ الله على اليهودِ والنَّصَارى أن يُعَظِّمُوا يومَ الجمعةِ بالطاعة، فقالت اليهود: اليومُ الذي فَرضَ الله علينا أن نعظِّمَ ربنا فيه هو يومُ السبتِ؛ لأنَّ الله تعالى فَرَغَ في هذا اليومِ من خَلْقِ المخلوقاتِ، فنحن نتفرَّغُ من الاشتغال، ونَشْتغِلُ بالعبادةِ فيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015