قوله: "أخفَّ"؛ أي: أخف في تَرْكِ تطويلِ القراءة والأَذْكار.
قوله: "ولا أَتَمَّ"؛ أي: في الإتيان بالأركان والسنن.
"أن تُفْتَنَ أمُّه"؛ أي: يُشَوَّشَ قلبُها بسبب بكاء ولدِها، ويزولَ ذوقُها وحضورُها في الصلاة.
* * *
809 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأدخلُ في الصلاةِ وأنا أُريدُ إطالَتها، فأَسمعُ بكاءَ الصَّبيِّ، فأَتَجوَّزُ في صلاتي مما أعلمُ من شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ من بكائه".
قوله: "فأَتَجَوَّزُ"؛ أي: فأقتصرُ ولم أطول القراءةَ والأذكارَ كي لا يُشَوَّشَ قلبُ أمِّ الصبيِّ.
(الوجدُ): الحزن.
رواه أبو قَتَادة.
* * *
811 - عن قَيْس بن أبي حازِم قال: أخبرني أبو مَسْعود - رضي الله عنه -: أنَّ رجلاً قال: والله يا رسولَ الله، إني لأتأخَّرُ عن صلاةِ الغَداةِ من أجلِ فلانٍ مما يُطيلُ بنا، فما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - موعظةٍ أشدَّ غضَبًا منه يومئذٍ، ثم قال: "إنَّ منكم مُنَفِّرين، فأَيُّكم ما صلى بالناسِ فليتجوَّز، فإنَّ فيهم الضعيفَ والكبيرَ وذا الحاجةِ".
قوله: "إنَّ منكم منفِّرِين، فأيُّكم ما صلَّى بالناس فليتجَوَّزْ"؛ أي: فليَقْتَصِر؛ يعني: بعضُ الأئمة يطوِّلُون الصلاةَ، ويعجزُ الناسُ عن متابعتهم إما لضَعْفٍ فيهم، أو لشغلٍ والتفاتِ خاطرٍ إلى أمرٍ وشغلٍ لهم، فيترُكُون صلاةَ