وإن لم يسمع الأذانَ أغار.
"فسمع يومًا رجلًا قال: الله أكبر، فقال رسول الله - عليه السلام -: على الفطرة"؛ أي: هو على الاسلام؛ لأن الأذان لا يكونُ إلا للمسلمين.
"خرجتَ من النار"؛ أي: بسبب أنك تركت الشركَ بالله.
قوله: "فنظروا"؛ يعني: فلما فرغ من الأذان "فإذا هو راعي مِعْزَى".
المِعْزَى - بكسر الميم - والمَعْز والمَعِيز واحدٌ، وثلاثتها اسم الجنس، وواحد المِعْزَى: ماعز.
* * *
459 - وقال: "بَيْنَ كُلَّ أذانَيْنِ صَلاةٌ، بينَ كُلَّ أذانَيْنِ صَلاةٌ" ثم قال في الثالثة: "لِمَنْ شاء"، رواه عبد الله بن مُغفَّل.
قوله: "بين كل أذانين صلاة"، أراد بالأذانين: الأذان والإقامة، وعادة العرب أن يجمعوا بين شيئين بينهما مشابهة، فيسمونها باسم واحد، كقولهم: القمران؛ للشمس والقمر.
وأراد بقوله: (صلاة): صلاة النافلة أو السنة.
وإنما حرَّض رسول الله - عليه السلام - على صلاة النفل بين الأذان والإقامة؛ لأن الدعاء لا يردُّ بين الأذان والإقامة؛ لشرف ذلك الوقت، وإذا كان الوقتُ أشرفَ، يكون ثواب العبادات فيه أكثر.
فإن قيل: أراد بهذه الصلاة صلاة الفرض.
قلنا: ليس كذلك؛ لقوله عليه السلام: "لمن شاء"، فلو كان فريضة لم يقل: لمن شاء.
* * *