جَعلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثةَ أيَّامٍ ولَيالِيَهُنَّ للمُسافِر، ويومًا وليلةً للمُقيمِ.

قوله: "سئل علي (?) ... " إلى آخره، معناه ظاهر.

* * *

358 - عن المُغيرة بن شُعبة - رضي الله عنه -: أنَّه غَزا معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - غَزْوَةَ تبوكَ، قال المُغيرةُ: فتبرَّزَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قِبَلَ الغائطِ، فحمَلْتُ معهُ إداوةً، فلمَّا رَجَعَ أخذتُ أُهريقُ على يَدَيْهِ مِنَ الإداوةِ، فغسلَ يَدَيْهِ ووجْهَهُ، وعليهِ جُبَّةٌ مِنْ صوفٍ، ذهبَ يَحْسِرُ عَنْ ذِراعَيْهِ، فضاقَ كُمُّ الجُبَّةِ، فأخرجَ يَدَيْهِ مِنْ تحتِ الجُبَّةِ، وألقى الجُبَّةَ على مَنْكِبَيْهِ، وغسلَ ذِراعَيْهِ، ثم مسحَ بناصِيَتِهِ وعلَى العِمامةِ، ثم أَهوَيْتُ لأنزِعَ خُفَّيْهِ فقال: "دَعْهُمَا، فإنِّي أدْخَلْتُهُما طاهِرَتَيْنِ"، فمسحَ عليهِما، ثمَّ ركِبَ ورَكِبْتُ، فانتهَيْنَا إلى القَوْمِ وقدْ قامُوا إلى الصَّلاةِ يُصلِّي بهم عبدُ الرَّحمنِ بن عَوْفٍ - رضي الله عنه - وقدْ ركعَ بهم ركعةً، فلمَّا أحسرَّ بالنَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ذهبَ يتأخَّرُ، فأَوْمأَ إليهِ، فأدركَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إحدى الرَّكعتَيْنِ معهُ، فلمَّا سلَّمَ قامَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وقُمْتُ، فَرَكَعْنا الرَّكْعَةَ التي سَبَقَتْنا.

قوله: "تبرَّز"؛ أي: خرج "قِبَل الغائط" - بكسر القاف وبفتح الباء - أي: جانبَ وناحيةَ، يقضي فيه حاجته.

"إداوة"؛ أي: مطهرة فيها الماء؛ ليتوضأ منها.

قوله: "قبل الفجر"؛ أي: وكان خروجه لقضاء الحاجة قبل الفجر.

وهذا دليلٌ على أن تحصيل أسباب الصلاة من الوضوء وغيره يستحبُّ قبل دخول الصلاة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015