271 - وقال عبد الله بن عمرو: رأى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قومًا توضَّؤُوا وأعقابُهُمْ تَلُوحُ لم يمسَّهَا الماءُ فقال: "ويلٌ للأَعقابِ مِنَ النَّارِ، أَسبِغُوا الوُضُوء".

قوله: "وأَعْقابُهُم تَلُوحُ"، الواو في (وأعقابهم) للحال.

والأعقاب: جمع عَقِب، وهو خَلْف القدم.

(تلوح)؛ أي: تظهرُ يُبُوسَتُها، لم يصلْ إليها الماء.

"فقال رسول الله عليه السلام: ويلٌ للأعقابِ من النَّار"، يعني: تصلُ النارُ المواضعَ التي لم يَصِلْ إليها الماءُ من مواضعِ الوضوءِ إذا كان إيصالُ الماءِ إليها فَرْضًا.

"أسبِغُوا"، أي؛ أَتِمُّوا.

* * *

272 - وقال المُغيرة بن شُعبة - رضي الله عنه -: إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - توضَّأَ، فمَسحَ بناصيَتِهِ وعلى عِمَامَتِهِ وخُفَّيْهِ.

قوله: "فمسحَ بناصِيِتهِ"، اعلم أن مسحَ جميعِ الرأس فرضٌ عند مالك، بدليل قوله تعالى: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} [المائدة: 6].

وعند أبي حنيفة: مسحُ قَدْرِ الناصيةِ فرضٌ بدليل هذا الحديث.

وعند الشافعي: فلو مسحَ على ثلاث شعرات، وفي قولٍ: على شَعْرَةٍ واحدة لأَجزَأَهُ؛ لأن الباءَ في قوله تعالى: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} للتبعيض، والقليلُ بعضٌ كالكثير.

وإنما مسح رسول الله عليه السلام على العِمَامة؛ لتكميلِ المَسْح، فكما أن المَسْحَ على الخُفَّين يقومُ مَقامَ غَسْل الرجلين، فكذلك المسحُ على العِمامة يقوم مَقام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015