254 - عن أُمَيْمَة بنت رُقَيْقَة قالت: كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَدَحٌ مِنْ عَيْدانٍ تحتَ سريرِهِ يَبُولُ فيهِ باللَّيْلِ.
قولها: "من عَيدان"، العَيْدان: جمعُ عُوْد، وهو الخشب، هذا يدلُّ على أن الرجلَ إذا كانت نجاسةٌ في ناحية بيته، وهو يصلي أو يقرأ القرآن أو يذكرُ في ناحية أخرى = يجوز، وكذلك لو صلى على سرير أو سجادة تحتَه نجسٌ يجوزُ؛ لأن النبيَّ - عليه السلام - كانَ قدحُ البولِ تحتَ سريرِه، وهو على السرير، والغالبُ أنه - عليه السلام - لا يخلو في الليل من الصلاة، وقراءةِ القرآن والذِّكْر.
* * *
255 - وقال عمر - رضي الله عنه -: رآني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أبولُ قائمًا، فقالَ: "يا عُمَرُ! لا تَبُلْ قائمًا".
قال الشيخ الإمام - رضي الله عنه -: قد صحَّ.
قوله: "رآني رسول الله عليه السلام ... " إلى آخره.
وعِلَّةُ النهي عن البول قائمًا: أنه تبدو عورتُه بحيثُ يراه الناس من بعيد، وأيضًا لا يأمَنُ من رجوع البولِ إليه، وهذا نهيُ تنزيهٍ لا نهيُ تحريم.
* * *
256 - عن حُذَيْفَة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أتى سُباطَةَ قومٍ، فبالَ قائمًا.
قيل: كان ذلك لعُذرٍ به، والله أعلم.
قوله: "سُباطة قوم"، (السُّبَاطَةُ) بضم السين: الموضعُ الَّذي يُلقَى فيه الترابُ المُخْرجُ من البيوتِ، والنَّجَاساتُ.