كبيرةً، وذلكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ"، رواه عثمان - رضي الله عنه -.

قوله: "تَحْضُرُه"، أي: تدخلُ عليه وقت صلاة مكتوبة؛ أي: مفروضة.

(إحسان الوضوء): أنَّ يُتِمَّ فرائضَه الست وسننَه، (الخشوعُ): الحضورُ، ومراعاة الأدب من تركِ الالتفات إلى اليمين واليسار، (وإحسان الركوعِ): أن يستويَ ظهرُه وعنقُه فيه، ويجافيَ مِرفقيه من جنبيه، ويضعَ يديه على ركبتيه، ويطمئنَّ حتى تستقرَّ أعضاؤه، ويقول: سبحان ربي العظيم.

وكذلك يتمُّ فرائضَ كلِّ ركن وسنَنَه.

وإنما ذكرَ الركوعَ دون سائر الأركان؛ لأن الركوعَ أثقلُ على النفس، ولأن الشارع إذا أمر بإحسان الركوع فُهِم منه إحسانُ سائر الأركان.

قوله: "إلا كانت"، أي: إلا كانت تلك الصلاةُ كفَّارةً؛ أي: ساترةً ومزيلةً لذنوبه الماضية.

قوله: "ما لم يُؤْتِ كبيرةً"، (ما): للدوام، (يؤت)، بضم الياء وكسر التاء، هكذا روي، ومعناه: ما لم يَعملْ كبيرة.

وحقيقته: أن معنى (آتى): أعطى، وحمل أحدًا على الإتيان؛ لأنه مَن عمل عملًا حملَ نفسَه على الإتيان إلى ذلك العمل، يعني: يغفر صغائر ذنوبه بفعل الوضوء والصلاة دون الكبائر.

قوله: "وذلك الدهرَ كلَّه"، وذلك إشارة إلى تكفير الذنوب والغفران، و (الدهر): منصوبٌ على الظرفية، وتكفير الذنوب بسبب الصلاة حاصلٌ وكائنٌ في جميع الدهر، لا في وقت واحدٍ أو زمانٍ واحد.

* * *

196 - وعن عثمان: أنَّهُ توضَّأ فَأَفْرغَ على يديْهِ ثلاثًا، فغسَلَهُمَا، ثُمَّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015