قوله: "وكثرة الخُطَا إلى المساجد"، الخطا: جمع خُطْوة، بضم الخاء في الجمع والواحد، وهو ما بين القدمين، يعني: المشي إلى المساجد لأداء الصلاة بالجماعة.
قوله: "وانتظار الصلاة بعد الصلاة"، يعني: إذا أدى صلاةً بالجماعة، أو منفردًا ينتظر صلاة أخرى، وتعلَّقَ قلبُه بها، إما أن يجلسَ في المسجد ينتظرُها، أو يكون في بيته، أو مشتغل بكسبه، وقلبُه متعلِّقٌ بالصلاة ينتظرُ حضورَها.
قوله: "فذلكم الرِّبَاط"، ذلك إشارة إلى ما ذُكِرَ من الطاعات.
الرباطُ والمرابطةُ: رَبْطُ النفس والفَرَس في سبيل الله، يقاتل الرجلُ أعداءَ الله، وللمرابط في سبيلِ الله درجةٌ وفضيلةٌ رفيعةٌ يأتي ذكرها في (باب الجهاد).
يعني: المداومة على هذه الطاعات مِثْلُ الجهاد في سبيل الله في الفضيلة.
* * *
193 - وقد قال: "مَنْ توضَّأَ فأَحسنَ الوُضُوءَ خرجتْ خطاياهُ مِنْ جسَدِهِ حتَّى تخرجَ مِنْ تحتِ أَظْفارِهِ"، رواه عُثمان - رضي الله عنه -.
قوله: "من توضأ فأحسن الوضوء"، أي: لم يترُكْ من فرائضه وسننه شيئًا.
قوله: "خرجت خطاياه"، يعني: يزيل ماءُ الوضوءِ الصغائرَ من الذنوب؛ لقوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]، حتى تخرج من تحت أظفاره.
يعني: من جميع جسده حتى من أصابعه، فيصيرُ طاهرًا من صغائر الذنوب، كما صار طاهرًا من الحَدَث.
روى هذا الحديثَ عثمانُ - رضي الله عنه -.
* * *