لا للرياء وتحصيل جاه ومال.

والخصلة الثانية: "النصيحة للمسلمين"، ومعنى (النصيحة): إرادة الخير؛ يعني: ليعظ بعض المسلمين بعضًا، وليحب كلُّ واحد من المسلمين للناس ما يحب لنفسه.

والخصلة الثالثة: لزوم جماعتهم؛ أي: جماعة المسلمين؛ يعني: ليكن متفقًا مع المسلمين في الاعتقاد والعمل الصالح وصلاة الجمعة والجماعة والعيد، والكسوف، وغير ذلك مما عليه إجماع المسلمين من الأفعال والأقوال والاعتقاد.

قوله: "فإن دَعوتَهُمْ تحيطُ من ورائِهم"، (أحاط): إذا دار حول شيء؛ يعني: فإن دعوة المسلمين تدور من ورائهم، ويكون اتفاقهم واجتماعهم على الدين حِرزًا وحصنًا لهم يحفظهم عن كيد الشيطان وعن الضلالة، كما قال - عليه السلام - في حديث آخر: "اتبعوا السَّواد الأعظم"، وقال: "يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار".

قوله: (فإن دعوتهم): لفظة (فإن) للتعليل، مثل لفظة (لأن)، وتقديره: لا يغلنَّ قلب مسلم في لزوم جماعتهم، ولا يقصرن أحد في لزوم جماعتهم؛ لأن دعوتهم تحيط من ورائهم، فلا ينبغي لأحد أن يجعل نفسه محرومة من بركتهم.

وإنما قال رسول الله - عليه السلام -: "ثلاث لا يغل عليهن" عقيب قوله: "نضر الله امرأ"؛ لأنه أمر الأمة بأداءِ ما سمعوا من الأحاديث، ثم قال: أداء الحديث، وتعليم الناس من إخلاص العمل لله، ومن نصيحة المسلمين، ومن لزوم جماعتهم، وهذه الأشياء مما لا يجوز لأحد أن يترك واحدًا منها.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015