الجنة، وإن كان له ذنوب عظيمة.
* * *
174 - وقال: "نَضَّرَ الله عبدًا سَمِعَ مَقالَتي فحفِظَهَا ووَعَاهَا وأَدَّاهَا، فرُبَّ حامِلٍ فِقْهٍ غيرِ فقيهٍ، ورُبَّ حاملِ فِقْهٍ إلى مَنْ هو أفقهُ مِنْهُ".
وقال: "ثلاثٌ لا يُغَلُّ عليهِنَّ قلبُ مُسلمٍ: إخلاصُ العَملِ لله، والنَّصيحةُ للمُسلمينَ، ولزومُ جماعَتِهِمْ، فإنَّ دعوتَهُمْ تُحيطُ مِنْ ورائِهِمْ"، رواه ابن مَسْعود - رضي الله عنه -.
175 - وقال: "نَضَّرَ الله امْرءًا سَمِعَ مِنَّا شيئًا فَبَلَّغَهُ كما سَمِعَهُ، فرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى له مِنْ سامِعٍ"، رواه ابن مَسْعود - رضي الله عنه -.
قوله: "نضرَ الله امرءًا"، (نَضَرَ) - بفتح العين في الماضي وضمها في الغابر - نَضْرَةً: إذا جعل أحدًا ذا جمالٍ، وحسن الوجه من أثر النعمة، وهذا اللفظ يكون لازمًا ومتعديًا، وها هنا متعدٍّ.
وروي: "نضَّر الله" بتشديد الضاد، ومعناهما واحد، ومن شدد يريد المبالغة والكثرة في النَّضْرَة.
وَعَى يَعِي وَعْيًا: إذا حفظ كلامًا بقلبه، والمراد بقوله: "ووعاها"؛ أي: دام على حفظها ولم ينسها.
"وأدَّاها"؛ أي: أوصلها إلى الناس، وعلمها الناس.
قوله: "فربَّ حامِلِ فقهٍ غيرِ فقيه"، (غير): صفه لـ (حامل فقه).
يعني: قد يكون بعضُ الناس يسمع حديثًا من النبي - صلى الله عليه وسلم - أو من الصحابة أو غيرهم، ويحفظ لفظ الحديث، وهو لا يعلم معناه، ويروي ذلك الحديث لشخص يعلم معنى ذلك الحديث.