مِنَ الحِسَان:

161 - عن أبي الدَّرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ سَلَكَ طَريقًا يطلُبُ فيهِ عِلْمًا سَلَكَ الله به طَريقًا من طُرُق الجنَّةِ، وإنَّ الملائكةَ لتضَعُ أجنحتَها رِضًا لطالبِ العِلْمِ، وإنَّ العالمَ ليَستغفرُ لهُ مَنْ في السَّماواتِ وَمَنْ في الأَرضِ، والحِيْتانُ في جَوْفِ الماءِ، وإنَّ فَضْلَ العالم على العابِدِ كفضْلِ القمَرِ ليلةَ البَدْرِ على سائرِ الكوكِبِ، وإنَّ العُلَماء وَرثةُ الأنبياءِ، وإنَّ الأنبياء لم يُورَّثوا دِيْنارًا ولا دِرْهمًا، وإنَّما ورَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أخذَ بحظٍّ وافِرٍ".

قوله: "من سلك ... " إلى آخره، "سلك طريقًا"؛ أي: ذهب في الطريق.

"سلك الله به": الباء في (به) للتعدية، والضمير يعود إلى (مَن)؛ يعني: أذهبه الله بسبب طلب العلم في طريق من طرق الجنة، حتى يوصله إلى الجنة والضمير يعود إلى العلم.

قوله: "طريقًا من طرق الجنة" إشارة إلى أنَّ طرق الجنة كثيرة؛ يعني: كل عمل صالح طريق من طرق الجنة، وطلب العلم أقرب طريق إلى الجنة، وأعظم وأفضل عمل من الأعمال المرضية عند الله؛ لأن صحة الأعمال وقبولها موقوف على العلم، ألا ترى أن من ليس له علم الصلاة لا تصح صلاته، وكذلك الصوم والحج وجميع الأعمال الصالحة.

قوله: "وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضًا لطالب العلم"، (رضًا) منصوب في التقدير؛ لأنه مفعول له.

(الأجنحة) جمع جَناح - بفتح الجيم - يعني: أن الملائكة تفرش وتبسط أجنحتها تحت قدمي طالب العلم تواضعًا له، ولتحمله ليبلغه حيث يمشي،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015