التي قارَبَت الخمسةَ آلافِ حديث.
عُنِيَ فيه - رحمه الله - ببيانِ مُفرداتِه، وحَلِّ إشكالاته، وجَمْع اختلافاتِه، وإعرابِ ما اسْتَغْلَقَ من ألفاظِه، وبَثَّ فقهَ الأئمةِ الأَربعةِ في كثيرٍ مِنْ أحاديثه.
فأتى شَرحًا مُفيدًا محرَّرًا، ليس بالطَّويلِ المُمِلِّ، ولا بالقَصيرِ المُخِلِّ، اعتمدَ في النقل عنه كثيرٌ من الشُّرَّاح المتأخِّرين؛ كالإمامِ الطيْبِيِّ وزَينِ العَرَبِ والكَرمانِّي والبِرماوِيِّ وابنِ حَجَر والعَيني والقَسْطَلاني وغيرهم.
وقد وافَت الإمامَ المُظْهِريَّ المَنِيَّةُ قبلَ تمامِ شَرحِه، فوصلَ فيه إلى أُخْرَياتِ كتابِ المصابيح، فأتمَّه أحدُ تلامذته على نَسَقِ منهج المؤلِّف في أُسلوبه ومَصادره، فظهرت التتمةُ وكأنَّها مِن شرحِ الإمامِ المُظْهِريِّ رحمه الله تعالى.
هذا، وقد قامت لجنةٌ علميَّةٌ مختصَّةٌ من المحقِّقين في دار النوادر بإشراف الشَّيخ نورِ الدِّين طالب بتحقيق هذا السِّفْر الجليل تحقيقًا عِلميًا مُتميزًا مِنْ عنايةٍ خاصَّةٍ بضبط النَّصِّ، معتمدِينَ في نَشْرِه على أربع نُسَخٍ خَطَّية.