"سال وادي قناةُ شهرًا"، فـ (قناة) اسم الوادي، فلهذا غير مصروف.
قوله: "ولم يجئ أحدٌ من ناحية إلا حدَّث بالجودِ"؛ يعني: ما جاءنا أحدٌ من جانب من جوانب المدينة إلا أخبرنا بالمطر الكثير، يقال: جِيْدَت الأرض، فهي مجيدة.
قوله: "اللهم على الآكامِ والظِّراب"، (الآكَام): جمع أَكَمة، وهي ما ارتفع من الأرض.
و (الظِّراب): جمع ظِرْب؛ بكسر الراء، وهو أيضًا ما ارتفع من الأرض كالرَّبوة، وقيل: الظراب ما دون الآكام، وقيل: الآكام والتلال واحد، إلا أن الآكام ما كان أعلاه منبسطًا، والتلال ما كان أعلاه حادًا.
قوله: "فأقلعت"؛ أي: أقلعت السحاب؛ أي: انكشفت، و (السحاب): جمع سحابة.
* * *
4618 - وقَالَ جَابرٌ - رضي الله عنه -: كَانَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا خَطَبَ اسْتَنَد إِلى جِذْع نَخلةٍ منْ سَوارِي المَسْجدِ، فَلَمَّا صُنِعَ لهُ المِنبر فاستَوَى عليهِ، صَاحَت النَّخلةُ الَّتي كَانَ يَخطُبُ عِندَها حتَّى كَادَتْ أَنْ تَنشَقَّ، فنزَلَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حتَّى أخذَهَا فضَمَّها إليهِ، فجَعَلَتْ تَئِنُّ كَمَا يَئِنُّ الصَّبيُّ الذي يُسَكَّتُ حتَّى استقرَّتْ، قَالَ: "بَكَتْ على مَا كانتْ تَسمَعُ مِنَ الذِّكْرِ".
قوله: "كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا خطبَ استندَ إلى جذعِ نخلةٍ من سواري المسجدِ"، قال الإمام التُّورِبشتي في "شرحه": وفي بعض نسخ "المصابيح": (استسند)، وليس بشيء، وإنما هو (استند).
و (السواري): جمع سارية، وهي الأُسطُوانة.