الضمير في (بينهما) عائد إلى الشجرتين.

يعني: حتى إذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنصف الطريق من موضع تينك الشجرتين قال لهما: "التئما عليَّ بإذن الله"؛ أي: اجتمعا.

قوله: "فحانت مني لفتةٌ"، (حان): إذا أتى وقت الشيء.

(لَفْتة): فَعْلة من (الالتفات).

يعني: كنت مُشتغلاً بنفسي، مطرقَ النظر، لا ألتفت إلى شيء، فالتفتُّ بغتة، فرأيت تلك المعجزة؛ افتراقَ الشجرتين بعد اجتماعهما.

* * *

4600 - عَنْ يَزيْدَ بن أبي عُبَيْدٍ - رضي الله عنهما - قال: رأيتُ أثَرَ ضَرْبةٍ في سَاقِ سَلَمةَ ابن الأكْوَعِ - رضي الله عنه - فقلتُ: يا أبا مُسْلمٍ! ما هذِه الضَّرْبةُ؟ قال: ضَرْبةٌ أصَابَتْنِي يومَ خَيْبَرَ، فقالَ النَّاسُ: أُصيْبَ سَلَمَةُ، فأتيتُ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فنَفثَ فيهِ ثَلاثَ نَفَثَاتٍ، فمَا اشْتَكَيْتُها حتَّى السَّاعةِ.

قوله: "أُصيبَ سلمةُ"؛ أي: أصابته جراحةٌ.

* * *

4601 - وقَالَ سهْلُ بن سَعْدٍ - رضي الله عنه -: قالَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ خَيْبَرَ: "لأُعْطِيَنَّ هذِه الرَّايةَ غَدًا رَجُلاً يَفتحُ الله على يَديهِ يُحبُّ الله ورسولَهُ ويُحبُّهُ الله ورسولُهُ"، فلمَّا أصْبحَ النَّاسُ غَدَوْا على رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَال: "أَيْنَ عليُّ بن أبي طالِبٍ؟ "، فقالوا: هوَ يا رَسُولَ الله! يَشْتَكِي عيْنَيْهِ، فأُتِيَ بهِ، فبَصقَ في عَيْنَيْهِ ودَعا لهُ فَبَرَأَ حتَّى كأنْ لَمْ يَكُنْ بهِ وجَعٌ، فأعطاهُ الرايةَ.

قوله: "فلمَّا أصبح الناس غدَوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، يقال: (غدا عليه)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015