4594 - وَقَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: لمَّا رَجَعَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الخَنْدَقِ ووَضَعَ السِّلاحَ واغْتَسلَ، أَتاهُ جِبريلُ وهو يَنْفُضُ رَأسَهُ مِن الغُبارِ، فقالَ: "لَقَدْ وضَعْتَ السِّلاحَ، والله ما وَضَعتُهُ، اخرُجْ إِليهِمْ"، قالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "فأَيْنَ؟ فأشارَ إلى بني قُرَيْظَةَ".
قوله "وهو يَنْفُضُ رأسَهُ من الغُبار"، (النَّفْضُ): تحريكُ الشيء ليزولَ ما عليه من الغُبار وغيره؛ يعني: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يمسحُ الغبارَ عن رأس جبريل ووجهه - صلوات الله عليهما -.
قوله: "اخرُجْ إليهم"، (إلى) نصب على الحال؛ يعني: يا محمد! اخرجْ قاصدًا إلى بني قريظة، وهم اليهود.
قوله: "فأين"؛ أي: فأين أقصد؟
* * *
4595 - قَالَ أَنَسٌ: كَأنِّي أنظُرُ إلى الغُبارِ سَاطِعًا في زُقاقِ بني غَنْمٍ مِنْ مَوْكِبِ جِبريلَ عليهِ السَّلامُ حِينَ سَارَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني قُرَيْظَةَ".
قوله: "في زُقاقِ بني غَنْم": (الزُّقاق) بضم الزاي: السَّكَّةُ، وهو عند أهل الحجاز مؤنث، وعند بني تميم مذكر.
و (بنو غَنْم): قبيلة من الأنصار.
"مَوْكِبِ جِبريل": جيشه، يقال لجَماعة الفرسان: موكب، وكذا الجماعة: الرُّكبان أيضًا، و (الرُّكبان): هم الذين رَكبوا الإبل.
* * *
4596 - وقَالَ جَابرٌ - رضي الله عنه -: عَطِشَ النَّاسُ يومَ الحُدَيْبيَةِ ورَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بيْنَ