هَلا بكُمْ"، فقالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُنْزِلُنَّ بُرْمَتَكُمْ، ولا تَخْبزُنَّ عَجينَكُمْ حتَّى أَجِيءَ"، وجاءَ فأخرَجَتْ لهُ عَجيْنًا فبَصَقَ فيهِ وبَارَكَ، ثُمَّ عَمَدَ إلى بُرْمَتِنا فبَصَقَ وباركَ، ثُمَّ قالَ: "ادْعِي خابزةً فلتَخْبزْ معَكِ، واقْدَحِي مِنْ بُرْمَتِكُمْ ولا تُنزِلُوها", وهُمْ ألفٌ، فأُقسِمُ بالله لأَكَلوا حتَّى تَركُوه وانحَرَفوا، وإنَّ بُرْمَتَنا لَتَغِطُّ كَمَا هِيَ، وإنَّ عَجيننَا لَيُخْبَزُ كَمَا هُوَ.
قوله: "فعرَضَتْ كُدْيَةٌ شديدة"، (عَرَضَتْ): إذا ظَهرت.
(الكُدْيَة): الأرضُ الصُّلبة، وجمعها: كُدًى، و (أكْدَى الحافرُ): إذا بَلَغَ الكُدْيَة، فلا يمكنه أن يحفر، ذكره في "الصحاح".
قوله: "فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - المِعْوَل، فضربَ، فعاد كثيبًا أَهْيَلَ": (المِعْوَل): الفأسُ العظيمة التي يُنْقَرُ بها الصخر، والجمع: (المَعَاوِل)، قاله في "الصحاح".
(الكَثِيبُ): التَّل من الرَّمل.
و (الأَهْيَلُ والهَيَال): السَّيَال، من (هَال): إذا انْصبَّ وسَالَ؛ يعني: فضربَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - تلكَ الكُدية، فصارتْ كثيبًا من الرمل ينصبُّ ويسيلُ.
قوله: "فانكفأْتُ إلى امرأتي": أي: فانصرفْتُ إليها.
قوله: "رأيتُ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - خَمصًا شديدًا"، (الخَمْص - بفتح الخاء وسكون الميم - والمَخْمَصَةُ والمَجَاعَة) ثلاثتها بمعنى الجوع.
قوله: "ولنا بُهَيْمةٌ داجِنٌ"، (البُهَيْمة): تصغير البَهْمَة، وهي ولَدُ الضَّأْنِ الذكر والأنثى، و (شاةٌ داجِنٌ): إذا أَلِفَتِ البيوت، واستأنَسَتْ، ومن العرب من يقولها بالهاء، وكذلك غير الشاة، ذكره في "الصحاح".
(البُرْمَة): القِدْرُ، وجمعها: (البرام) بالكسر.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن جابرًا صَنَعَ سُورًا"، (سُورًا)؛ أي: طَعامًا، وهو فارسي معرب.