4500 - وعَنْ أُمِّ خَالِدٍ بنتِ خَالِدِ بن سَعيْدٍ: أُتِيَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بثيابٍ فيها خَميصَةٌ سَودَاءُ صَغِيْرَةٌ، فقَالَ: "ائْتُونِي بأمِّ خَالدٍ فأُتِيَ بها تُحمَلُ، فأخَذَ الخَميصَةَ بيدِهِ فألبَسَها، قَالَ: أبْلي وأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وأَخْلِقي، ثُمَّ أَبْلِي وأخْلِقي"، وكانَ فيها عَلَمٌ أخْضَرُ أو أصْفَرُ، فَقالَ: "يا أُمَّ خَالدٍ! هذا سَناه"، وهيَ بالحبَشِيّةِ حَسَنَةٌ، قَالَتْ: فذهبْتُ أَلْعبُ بِخَاتَمِ النُّبوَّةِ، فزَبَرَني أبي، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "دَعْها".

قوله: "أُتِيَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بثياب فيها خَمِيصَةٌ سوداءُ صغيرةٌ"، الحديث.

(الخَمِيصَةُ): كساءٌ أسودُ مربَّعٌ له عَلَمان.

و"تُحْمَل": حال من الضمير في "بها"؛ أي: أُتِيَ بأمَّ خالدٍ محمولةً؛ لأنها طِفْلٌ.

"أَبْلِي": أمرُ مخاطَبةٍ من الإبلاء، وهو جَعْلُ الثوبِ خَلَقًا، وكذلك و"أخلقي": أمرُ مخاطَبةٍ من الإخلاق، وهو أيضًا بمعنى الإبلاء، وهذا التكرارُ دعاءٌ لها من عنده - صلى الله عليه وسلم - في طولِ العمر، كأنه قال لها: عَمَّرَكِ الله تَعْمِيرًا في حالة إلباسه إياها.

"زَبرَ": فعلٌ ماض من الزَّبْر، وهو التخويفُ والتهديد.

"دعْها"؛ أي: اترُكْها، وهذا أمر قد أُمِيتَ ماضيه ومَصْدَرُه، وهذا الحديث يجوزُ أن يكونَ مسنَدًا للمشايخ - قدس الله أرواحهم - في إلباس الخرْقَة.

* * *

4501 - عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لَيْسَ بالطَّويلِ ولا بالقَصِيْرِ، ولَيْسَ بالأَبيَضِ الأَمْهَقِ ولا بالآدَمَ، ولَيْسَ بالجَعْدِ القَطَطِ ولا بالسَّبْطِ، بَعَثَهُ الله على رَأسِ أَرْبَعينَ سَنةً، فأقَامَ بمكَّةَ عَشْرَ سِنينَ وبالمَدِينةِ عَشْرَ سِنينَ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015