قوله: "فغُطَّ حتَّى رَكَضَ برجله"؛ أي: فضُغِطَ، والرَّكْضُ بالرجل: الضَّرْبُ بها.
"الحَجَبَة"، جمع حاجب.
قوله: "فأَخْدَمَها هاجَرَ"؛ يعني: إذا عرف الملكُ عنها الكرامةَ والقُرْبَة عند الله سبحانه خلَّى عن سبيلها طاهرةً عن دَنَسِ جِوارِه، وأَخْدَمَها هاجر؛ أي: جعلَها خادمةً لها، وهاجر أمُّ إسماعيل عليه السلام.
قوله: "فأوَمَأ بيده مَهْيَم": أومأ؛ أي: أشار، مَهْيَم: ما الخبر؟
قوله: "ردَّ الله كيدَ الكافرِ في نَحْرِه"؛ أي: ردَّ الله كيدَه في صَدْره، وإنما خَصَّتِ الكيدَ في النحر على عادة العرب، ومعنى ردَّ الكيد: ما تمَّ على الجَبَّار من الضَّغْط والغَلَبة مع كونه قاهرًا غالبًا.
قوله: "تلك أمُّكم يا بني ماء السماء"، تلك إشارةٌ إلى هاجر، والكاف والميم خطاب إلى العرب.
قيل: والمراد ببني ماء السماء بنو إبراهيم عليه السلام، ونسبتُهم إلى ماء السماء لطهارة موالدهم ونقاءِ نُطَفهم.
قال الخَطَّابي: يريد بماء السماء العرب، وذلك أنهم يعيشون بماء السماء، ويتبعون مواقعَ القَطْر في بواديهم.
ويقال: إنه أراد ماءَ زمزم، أنبطها الله تعالى لهاجر، فعاشُوا بها فصاروا كأنهم أولادها.
* * *
4430 - وعن أبي هُريرَةَ - رضي الله عنه - قالَ: سُئِلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ النَّاسِ أَكْرَمُ؟ قال: "أكرَمُهُمْ عِنْدَ الله أتقاهُمْ" قالوا: لَيْسَ عنْ هذا نَسْألُكَ، قالَ: "فأَكْرَمُ